الأربعاء، 18 أغسطس 2010

التيستوستيرون.. «هرمون الجنس» كيف يعمل؟

يضفي الرومانسية على قلب الشبان ويساعد على حمايته لدى الرجال الاكبر سنا
لدى كبار السن، قد يلعب نقص التيستوستيرون دورا في حدوث امراض القلب، ومرض السكري، والحالات الصحية المزمنة الاخرى.
والتيستوستيرون testosterone، اكثر الهرمونات "ذكورية"، يؤثر على القلب بشكل اساسي. ولدى الرجال الشبان، فانه يدفع القلب (والاجزاء الاخرى من الجسم) الى الرومانسية. اما لدى الرجال الاكبر سنا، فانه يساعدهم على المحافظة على صحة القلب وضرباته المتواصلة، وعلى هيئة الاوعية الدموية، اللازمة لديمومة الحب، وكل الامور الاخرى.

التيستوستيرون اعتبر في وقت ما سيئا للقلب والمذنب الحقيقي الذي يهدد بحدوث امراض القلب، التي تظهر مبكرا لدى الرجال قبل النساء. الا ان جملة من الدلائل المتزايدة تشير الى ان قلة التيستوستيرون لدى الرجال المسنين هي التي تسبب المشاكل، سواء في القلب والاوعية الدموية او غيرها.

وافترضت دراستان كبيرتان نشرتا عام 2007، احداهما من كاليفورنيا والاخرى من بريطانيا، ان الرجال الذين يقل لديهم التيستوستيرون، لا يتمتعون بحياة اطول عمرا من الذين لديهم مستويات طبيعية منه. وكانت امراض القلب والسكتة الدماغية هي الاسباب الرئيسية للوفيات في كلتا الدراستين. وحتى، وبعد ان اخذ الباحثون بنظر الاعتبار، العمر، والمرض، والكوليسترول، والتدخين، والسمنة، والعوامل الاخرى، فان التيستوستيرون المنخفض برز لوحده بوصفه الحلقة الواصلة الرئيسية مع امراض القلب.


دور التيستوستيرون

* وهذه النتائج المثيرة للالتباس تضاف الى دلائل متزايدة تربط بين التيستوستيرون المنخفض وبين ظهور امراض القلب والاوعية الدموية، ومرض السكري من النوع الثاني، والحالات المزمنة الاخرى لدى الرجال. الا انها لا تجيب على سؤال جوهري حول الهرمون وهو: هل تؤدي زيادة مستويات التيستوستيرون الى اطالة الحياة ودرء امراض القلب؟

* خلايا القلب والاوعية الدموية تمتلك مستقبلا للتيستوستيرون. ولا يعرف بالضبط كيف يقوم هذا الهرمون المسمى ب"هرمون الجنس" بالتأثير على هذه الخلايا. الا ان من المعروف ان التيستوستيرون يساعد على ارتخاء الاوعية الدموية، وعلى توسعها وحمل الدم الى المواقع التي تحتاج اليه. كما انه يحسن من ضغط الدم ومستويات الكوليسترول اضافة الى احتمال تأثيره على التوصيلية الكهربائية في القلب. والتيستوستيرون كذلك، يشارك بشكل ما، في مساعدة خلايا العضلات على الاستجابة لإشارات الانسولين كي تقوم الخلايا بامتصاص سكر الدم.

ومع هذه الخصائص المتعددة للتيستوستيرون، فان الامر السيئ هو ان انتاج هذا الهرمون في العادة يتعاظم نحو قمته قبل سن 25 عاما او ما قاربه. وبعد ذلك ينحدر الانتاج بمعدل 1 الى 2 في المائة سنويا. ويمتلك اكثر الرجال مستوى طبيعيا من التيستوستيرون طيلة حياتهم. الا ان تعريف "الطبيعي" لا يزال غير محدد نهائيا. وللرجال الشبان فان المستوى الكلي للتيستوستيرون هو 300 نانوغرام لكل مليلتر من الدم. اما ان كان ينبغي ان يكون لدى الرجال الاكبر سنا نفس هذا المستوى القياسي او مستوى اقل منه، فتلك مسألة لا تزال معلقة. وانتاج التيستوستيرون المنخفض، وهي الحالة التي تعرف بمصطلح "ضعف المناسل الوظيفي" hypogonadism، يمكنها التسبب في حدوث مشكلات تتراوح بين فقر الدم وتدهور الاهتمام بممارسة الجنس.


اختبار التيستوستيرون

* من السهولة نسبيا للرجل زيادة مستوى التيستوستيرون لديه. وحقنة اسبوعية او كل اسبوعين من الهرمون، او وضع طبقة من هلام (جل) الهرمون يوميا على جلد اعالي الذراعين، او الكتفين، او البطن، او وضع حبة للمص تحتوي على الهرمون بين باطن الخد واللثة تساعد على ذلك. وان كان المستوى المنخفض للهرمون يؤدي الى امراض القلب والاوعية الدموية ومشكلات اخرى، لماذا اذن لا نحاول زيادته؟

الا ان النتائج المقلقة من اختبارات العلاج بالاستروجين للنساء الاكبر سنا، تدفع الى توخي الحذر. وبدلا من درء امراض القلب، كما كانت توقعات الكثير من الخبراء، فان مكملات الاستروجين زادت من خطر امراض القلب، والسكتة الدماغية, وخثرات الدم. كما ان النتائج المتضاربة من اختبارات التيستوستيرون على الرجال لا تساعدنا في هذا الأمر كثيرا. وقد افادت آخر دراسة اجريت على مدى 6 شهور على 200 من الرجال الهولنديين الذين كان لديهم التيستوستيرون منخفضا ويصل الى حافة مستواه، ان تعزيز مستوى التيستوستيرون زاد من كتلة العضلات ومن الحساسية تجاه الانسولين، الا انه قلل من الكوليسترول العالي الكثافة HDL(الحميد) الواقي، كما انه لم يكن له أي دور يذكر على التفكير او الذاكرة او نوعية الحياة. وكانت الاختبارات قصيرة جدا بحيث لم تسمح برصد التأثيرات على امراض القلب وعلى سرطان البروستاتا. ونشرت نتائج الدراسة في عدد 2 يناير من مجلة الجمعية الطبية الاميركية.

ومن المحتمل كلية، ان يقدم العلاج بالتيستوستيرون بعض الوقاية ضد امراض القلب، وضعف العظام، والسكري من النوع الثاني. الا ان هناك مخاوف من انه يمكن ان يشجع ايضا على حدوث سرطان البروستاتا، ويؤثر سلبا على مستويات الكوليسترول، او يزيد من قدرة الدم على التخثر.


مهمات اليوم

* النصيحة الممتازة جاءت من جمعية الغدد الصماء The Endocrine Society التي تمثل الاطباء المتخصصين في فهم وعلاج المشاكل الهرمونية. ولا تعتقد هذه الجمعية ان فحص التيستوستيرون ينبغي ان يكون جزءا من العناية الصحية لكل الرجال، كما هو الحال في فحص ضغط الدم وقياس الكوليسترول. وبدلا عن ذلك فان الرجال الذين تظهر عليهم مؤشرات التيستوستيرون المنخفض يجب عليهم اجراء فحص صباحي مبكر للدم لرصد مستويات الهرمون. وان كان المستوى منخفضا، عندذاك يكون العلاج بالتيستوستيرون مطروحا. الا انه لا ينبغي استخدام هذا العلاج بوصفه بلسما يمكن للرجال الذين ينتجون هذا الهرمون بكميات كافية، استخدامه حينما يشاؤون..


مخاطر التيستوستيرون المنخفض

يرتبط التيستوستيرون المنخفض بما يلي:

* فقدان العضلات والقوة
* زيادة دهون الجسم، خصوصا حول البطن، ارتفاع مستوى الكوليسترول المنخفض الكثافة LDL (الضار)، تقليل مستوى الكوليسترول العالي الكثافة HDL (الحميد) الواقي
* فقر الدم
* مقاومة الانسولين
* فقدان العظم
* تناقص الاهتمام بممارسة الجنس
* مشاكل في الانتصاب وديمومته
* الكآبة، الحزن او تغير المزاج
* خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد


كمبردج (ولاية ماساشوستس الاميركية): «الشرق الأوسط»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق