حليب الإبل.. الذهب الأبيض في الصحراء

تتجاوز الأوساط العلمية اليوم مرحلة الحديث عن الفوائد الصحية لشرب حليب الإبل، لتصل إلى مرحلة متقدمة بالبدء في إجراء دراسات طبية حول الدور المحتمل للاستفادة من هذا الحليب في معالجة بعض أنواع الأمراض التي تصيب شرائح واسعة من سكان العالم.



وبمراجعة ما تنشره المجلات العلمية، في مجالات الطب والتغذية وغيرها، نلحظ اهتماما متزايدا لتطوير الاستفادة الصحية والطبية والغذائية من لحوم وحليب الإبل، وأجزاء أخرى من تلك الحيوانات التي تشكل أحد المصادر الغذائية المهمة لكثير من الناس في مناطق واسعة من العالم، وبخاصة في المناطق التي تشكو كثرة الأمراض والفقر في أفريقيا وآسيا.



* جوانب صحية وطبية



* وكانت الدراسات العلمية القديمة والحديثة قد أشارت في نتائجها إلى أن حليب الإبل ذو قيمة غذائية عالية، وذو محتوى خفيف على الهضم، وعلى بقية أعضاء الجسم، ما دفع منظمة «الفاو» التابعة للأمم المتحدة إلى تبني الاهتمام بحليب الإبل. وساعدت الموروثات الطبية والتاريخية للثقافات المختلفة في آسيا وأفريقيا على توجيه الباحثين العلميين نحو اختبار مدى صحة الاستخدامات الشعبية الطبية لحليب الإبل في معالجة الأمراض، وبعث النشاط والحيوية في الجسم.



وفوائد تناول حليب الإبل أحد الموضوعات الصحية الجادة، التي تحتاج إلى تأنٍّ في فهم وجهة النظر العلمية، خصوصا أن الإبل متوفرة في مناطق الجزيرة العربية، وشمالي وشرقي أفريقيا، وفي نواح واسعة من وسط آسيا وشبه القارة الهندية. وهذا التوفر للإبل في تلك المناطق يجعل الوسط الصحي يهتم بالاستفادة منها في جهود تحسين صحة الناس. وللموضوع جانبان: أحدهما يتعلق بالفوائد «الصحية» العامة التي يجنيها جسم أحدنا من تناول تلك النوعية الممتازة والفريدة من أنواع الحليب المتوفر، والثاني يتعلق بالدراسات العلمية التي حاولت فهم التأثيرات «الطبية» العلاجية لتناول حليب الإبل في عدد من الأمراض التي تصيب ملايين البشر اليوم. وهذان العنصران يشكلان قوام النظرة الطبية الحالية لحليب الإبل، وهما أساس مطالبة كثير من الباحثين في الوسط العلمي برصد مزيد من الاعتمادات المالية لإجراء المزيد من الدراسات العلمية حوله.



ولأن الشيء بالشيء يذكر، ومع الاعتماد العالمي الواسع على حليب البقر فقط في التغذية، فثمة أدلة علمية كثيرة لتبرير فائدة تناول حليب الماعز بالمقارنة مع حليب البقر، مما يفرض أيضا عرض فوائد حليب الماعز ولو باختصار شديد.



* أستراليا والإبل



* ولأن «من لا يعرف الصقر يشوِه»، كما يقول المثل، لا تزال ردود الفعل تتوالى على القرار الأسترالي بالتخلص من قطعان الإبل الهائمة في البراري الأسترالية. وضمن الخبر الذي نشرته الوكالة القومية الأسترالية للأنباء (AAP)، في الرابع والعشرين من شهر فبراير (شباط) الحالي، قال المشاركون في حملة «صناعة لحوم الإبل» في مدينة أليس سبرينغس الواقعة شمالي أستراليا إن لحوم الإبل الأسترالية يمكنها أن تقضي على جوع ملايين الأشخاص في مناطق شتى من العالم.



وكانت السلطات الأسترالية قد أعلنت عن مسودة «الخطة القومية للتعامل مع الإبل البرية» (Draft National Feral Camel Action Plan)، ومن ضمن بنودها رصدت مبلغ 19 مليون دولار لقيام إحدى الشركات المتخصصة بالتخلص من نحو 350 ألف رأس من الإبل خلال السنوات الأربع القادمة، عبر إطلاق النار عليها من طائرات الهليكوبتر وتركها تنفق في الصحارى دون الاستفادة من لحومها.



ونقلت الوكالة عن تريفر شيل، أحد الناشطين في الحملة، قوله: «سوف يتم إطلاق النار على هذه الحيوانات من طائرات الهليكوبتر، بكلفة نحو 100 دولار لكل رأس منها، وسوف تترك لتنفق في مكانها، مما يعني ترك أكثر من 200 ألف طن من (نوعية عالية) من بروتينات اللحوم لتتحلل في الصحارى. ونحن لدينا نحو مليون رأس من الإبل تهيم في أراضينا، وأكثر من 14 مليون شخص متناثرين في مناطق واسعة من العالم يعانون الجوع».



وثمة مفارقة وتناقض عجيب، ليس فقط بين ما يدور في الأوساط العلمية والطبية وما يقوم به البشر أحيانا، بل بين ما يقوم به البشر من أفعال في مناطق من العالم وما يشكو منه آخرون في مناطق أخرى ويحاولون وضع حلول له. والإبل أحد أمثلة ذلك.



* «الفاو» وحليب الإبل



* وكانت منظمة «الفاو» قد أبدت اهتماما مبكرا بحليب الإبل. وأصدرت الكثير من التقارير ونتائج الدراسات التي أجرتها في معرض جهودها لرفع مستوى استفادة المناطق الأفريقية والآسيوية من هذا المصدر الغذائي والصحي. وأشارت صراحة بلغة الأرقام إلى أن الحجم المتوقع لسوق حليب الإبل، لو تم استغلاله بالفعل، يبلغ نحو 10 مليارات دولار.



وفي أحد تقاريرها الصادرة في 18 أبريل (نيسان) 2006، قالت: «وفي بلدان تغطي نحو نصف مساحة اليابسة، يعد، أي حليب الإبل، وصفة قوية ضد الكثير من الأمراض. والمشكلة بالأحرى هي عدم كفاية ما ينتج منه، إذ إن أوضاع تربية الإبل وأساليبها لا تزال بدائية في أغلبها. وما ينتج من لبن الناقة سنويا يقدر بـ5.4 مليون طن، من قطعان يبلغ مجموعها نحو 20 مليون رأس، إنما يبتلع معظمه من قبل الجمال الصغيرة الناشئة، ولا يستهلك البشر إلا 25 في المائة منه. وهو، وإن كان أملح قليلا من حليب الأبقار، ففائدته تتفوق على الأخير بمراحل عدة».



وفي تقرير آخر لها، تحدثت منظمة «الفاو» بإسهاب عن مكونات حليب الإبل، وفي إشارات مختلفة تتبع الباحثون أهم العناصر التي تجعل هذا النوع من الحليب من أفضل الأنواع المتوفرة اليوم لصحة الإنسان.



وكانت منظمة الفاو قد أصدرت في عام 1992 تقريرها المتعلق بنتائج بحوث خبرائها حول إنتاج «الجبن» من حليب الإبل. وهي التجارب التي تمت في مالي بأفريقيا، وأطلق حينها على نوعية الجبن تلك اسم «كارافان»، وذلك من الكلمة الإنجليزية لوصف القافلة.



* مكونات الحليب



* الحليب في الأصل سائل أبيض اللون، مكون من مزيج لكرات دهنية مستحلبة، أي مجبرة على الامتزاج والاختلاط، مع سائل مائي. ولذا لدينا في أي نوع من الحليب جزء دهني وجزء مائي.



والجزء الدهني مكون من كرات صغيرة تحتوي في قلبها على مواد الزبدة الدهنية (butterfat globules). ويحيط بهذه الدهون غلاف مكون من مركبات فسفورية وبروتينات. ووظيفة هذا «الغلاف الفسفوري البروتيني» هي تسهيل الحجز والذوبان والحماية. أي أولا، حجز وحفظ الكتل الصغيرة للزبدة الدهنية ومنعها من التجمع وتكتل بعضها على بعض وتكوين كتلة كبيرة وواضحة للعيان من زبدة المواد الدهنية. وثانيا، تسهيل عملية الامتزاج، الصعبة بالأصل، للمواد الدهنية في السائل المائي. وثالثا، حماية هذه الكتل الدهنية الصغيرة من تأثيرات الإنزيمات الهاضمة الموجودة بشكل طبيعي في السائل المائي للحليب.



وضمن مكونات الكرات الدهنية، توجد الفيتامينات الدهنية. أي فيتامينات «إيه» (A) و«دي» (D) و«كيه» (K) و«إي» (E). كما يحتوي «الغلاف الفسفوري البروتيني» على بروتين «كاسيين» وقشور صلبة من الكالسيوم والفسفور. وهذا البروتين يشكل أكثر من 80 في المائة من البروتينات الموجودة في الحليب.



وضمن السائل المائي، توجد سكريات «لاكتوز» (Lactose) الحليب، وبروتينات، وإنزيمات، وخلايا مناعة، ومجموعات من المعادن والفيتامينات المائية. وسكر «لاكتوز» الحليب من السكريات الثنائية التي تتحلل بالهضم في الأمعاء لتعطي كلا من سكر «غلوكوز» (glucose) وسكر «غلاكتوز» (galactose) الأحاديين السهلي الامتصاص على خلايا بطانة أمعاء الإنسان.



* مميزات حليب الإبل



* لا شك أن جميع أنواع حليب البقر أو الماعز أو الإبل أو الخيل أو غيرها، هي أنواع مفيدة لصحة الإنسان. ويقدم تناول أي منها للجسم بروتينات ودهونا ومعادن وفيتامينات وماء، وهي عناصر يحتاجها الجسم. ولكن بلا شك أيضا هناك أنواع أفضل من أنواع، ولأسباب علمية. وبغض النظر عن الطعم والرغبة الشخصية لكل إنسان، فإن لحليب الإبل ولحليب الماعز مميزات تجعلهما أفضل من حليب البقر الشائع التناول في مناطق العالم كافة. وبالمراجعة العلمية، لا يتفوق على حليب الإبل وحليب الماعز سوى حليب الحصان، الذي يعتبر من أقل أنواع الحليب المتوفرة في العالم احتواء على الدهون والبروتينات، وأعلاها احتواء على السكريات والماء. ولذا فحليب الحصان أقل محتوى من طاقة السعرات الحرارية (كالوري).



هذا مع تذكر أن «موسم الحليب» للناقة يمتد إلى نحو 12 شهرا. بينما في البقر يبلغ نحو 7 أشهر، وفي الماعز نحو 3 أشهر.



وبالنسبة إلى حليب الإبل بالذات مقارنة بحليب البقر، فإنه يتميز بالمحتوى العالي من الماء، وبالمحتوى الأعلى من مجموعة من الفيتامينات والمعادن، وبتدني المحتوى من الدهون والكولسترول، وبالنوعية الفريدة من مركبات المناعة.



ولأن الحليب بالأصل هو «مشروب» يقصد من تناوله بالدرجة الأولى «الحصول على الماء»، فإن الماء يشكل نسبة 90 في المائة من مكونات حليب الإبل. وهذه نقطة مهمة، خصوصا لسكان المناطق الحارة. والملاحظ أن الناقة كلما واجهت ظروفا مناخية حارة، وقل شربها للماء، ارتفعت نسبة الماء في حليب ضرعها، واستفاد الإنسان من شرب حليبها في الحصول على الماء. والأمر الثاني هو تدني محتوى حليب الإبل من الكولسترول ومن الدهون الحيوانية المشبعة، واحتواؤه على نوعيات صحية وخفيفة من الدهون غير المشبعة. وهذا الجانب مهم بدرجة عالية، خصوصا والعالم يواجه ارتفاعا مستمرا في الإصابات بأمراض شرايين القلب، وارتفاع الكولسترول والدهون، والسمنة، والأمراض السرطانية. وحول الكولسترول بالذات، تشير نتائج الدراسات العلمية إلى احتواء حليب الإبل على كمية تقل بنسبة 40 في المائة عما هو موجود في حليب البقر.



هذا، ويعتبر حليب الإبل الأكثر احتواء على فيتامين «سي» (C) ومجموعة من فيتامينات «بي» (B)، بالمقارنة مع بقية أنواع الحليب الحيواني. وتحديدا، نحو ثلاثة أضعاف ما يوجد من فيتامين «سي» (C) في حليب البقر. وربما للأمر علاقة بتعويض ذاك النقص المتوقع في تناول سكان الصحراء للمنتجات الغذائية النباتية الطازجة، نظرا إلى الظروف البيئية التي يعيشون فيها.



ومن المعادن على سبيل المثال، يحتوي حليب الإبل على كميات أعلى من الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والسيلينيوم، بالمقارنة مع حليب البقر. وتحديدا، كمية الحديد في حليب الإبل نحو عشرة أضعاف تلك الموجودة في حليب البقر.



وحليب الإبل أقل تسببا في الحساسية التي يعاني البعض منها جراء تناول بروتينات حليب البقر. ونظرا إلى محتواه الخفيف، فإن حليب الإبل كذلك أقل تسببا في حالات «عدم تقبل سكر اللاكتوز» (lactose intolerance)، والتي تؤدي لدى البعض إلى انتفاخ البطن وزيادة غازات الأمعاء وعسر الهضم، وذلك أيضا مقارنة بحليب البقر، وهو ما تشير الإحصائيات الحديثة في الولايات المتحدة إلى معاناة نحو 50 مليون شخص منه.



وتعتبر كمية بروتينات «كازيين» أقل في حليب الإبل مقارنة بحليب البقر، مما يجعله أسهل للهضم وأخف على المعدة في تكوين خثرة الحليب.



وفي الأسابيع القادمة، ستعرض «صحتك» في «الشرق الأوسط» الدراسات الطبية والعلمية التي تناولت تأثيرات شرب حليب الإبل على مرض السكري، وقرحة المعدة، والإصابات السرطانية، ومرض التوحد، ودوره أيضا في تنشيط المناعة، وغيرها من الجهود العلمية في البحث عن الاستفادة الطبية من هذا «الذهب الأبيض».



* مقارنة بين حليب الماعز وحليب البقر



* عند المقارنة بين حليب الماعز وحليب البقر، من ناحية التركيب الكيميائي الغذائي، نلحظ عدة مميزات صحية لحليب الماعز، وهي:



* أولا: يحتوي حليب الماعز على كميات عالية وأفضل من حليب البقر في مجموعة من الفيتامينات والمعادن المهمة، وهي:



- كمية معدن الكالسيوم في حليب الماعز أعلى بنسبة 13 في المائة منها في حليب البقر. ومعلوم أهمية وفائدة الكالسيوم للعظام والقلب والقولون، وزيادة سرعة حرق الدهون.



- كمية فيتامين «بي - 6» في حليب الماعز أعلى بنسبة 25 في المائة منها في حليب البقر. ومعلوم أهمية فائدة هذا الفيتامين للأعصاب وغيرها.



- كمية فيتامين «إيه» في حليب الماعز أعلى بنسبة 47 في المائة منها في حليب البقر. ومعلوم أهمية وفائدة هذا الفيتامين لصحة شرايين القلب وخفض ضغط الدم، وسلامة البشرة والجلد.



- كمية معدن البوتاسيوم في حليب الماعز أعلى بنسبة 135 في المائة منها في حليب البقر. ومعلوم أهمية وفائدة هذا المعدن لصحة شرايين القلب وخفض ضغط الدم، وانتظام نبضات القلب، وحيوية ونشاط الجسم.



- كمية معدن الزنك في حليب الماعز أعلى بنسبة 400 في المائة منها في حليب البقر. ومعلوم أهمية وفائدة هذا المعدن لزيادة قوة جهاز مناعة الجسم، وقدرات الرجل الجنسية، وسرعة التئام الجروح وغيرها.



- كمية معدن السيلينيوم في حليب الماعز أعلى بنسبة 27 في المائة منها في حليب البقر. ومعلوم فائدة هذا المعدن لصحة البروستاتا لدى الرجل، وحمايتها من السرطان، وزيادة نشاطها في تكوين السائل المنوي.



- كمية فيتامين نياسين في حليب الماعز أعلى بنسبة 300 في المائة عما هي في حليب البقر. ومعلوم أهمية وفائدة هذا الفيتامين لخفض الكولسترول والدهون الثلاثية وحماية شرايين القلب، وزيادة طاقة نشاط الجسم.



* ثانيا: كمية الدهون والكولسترول في حليب الماعز أقل، وأخف تأثيرا على الجهاز الهضمي. وتلاحظ النقاط التالية:



- كمية الكولسترول في حليب الماعز أقل بنسبة 30 في المائة منها في حليب البقر.



- كمية الدهون في حليب الماعز أقل بنسبة 10 في المائة منها في حليب البقر.



- نوعية الدهون في حليب الماعز هي في الغالب من الأنواع ذات «مركبات قصيرة الحجم»، بخلاف الدهون التي في حليب البقر، التي هي غالبيتها من الأنواع ذات «مركبات طويلة الحجم». ومعلوم طبيا أن تناول الدهون ذات «مركبات قصيرة الحجم» هو أسهل على المعدة والأمعاء في الهضم، وأقل تسببا لأمراض شرايين القلب، وأسهل لجهة إنتاج الطاقة وبعث النشاط في الجسم.



* ثالثا: إن كمية البروتينات في حليب الماعز أعلى من كمية البروتينات في حليب البقر. وإضافة إلى الكمية فإن نوعية بروتينات حليب الماعز أفضل من تلك التي في حليب البقر، للسببين التاليين:



- بروتينات حليب الماعز ذات ليونة أكبر، وحينما يصل حليب الماعز إلى المعدة فإنه يكوّن «خثارة» لينة وسهلة الهضم، وأقل تسببا لـ«التلبّك» المعوي. ولذا فهو أخف على المعدة، وأسهل على الأمعاء في الهضم وامتصاص العناصر الغذائية منه.



- بروتينات حليب الماعز أقل تسببا للحساسية، ولذا فإن 40 في المائة من الناس الذين لديهم حساسية من حليب البقر لا يعانون من الحساسية عند شرب حليب الماعز.

ارشادات عامه لمريض السكر..تناول هذه الأطعمة

مع توالي التقارير التي تشير إلى أن معدل ازدياد مرض السكري في الدول العربية يتجه نحو الارتفاع، تبقى التوعية هى حجر الأساس في وقف انتشار هذا المرض، لذلك يحتفل العالم يوم 14 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لمرض السكري، ويوافق هذا التاريخ ذكرى ميلاد العالم (فردريك بانتنج) مكتشف الإنسولين.

ويصيب السكري أكثر من 220 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم، ومن المرجّح أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك، كما أن عدد الوفيات الناتجة عنه تبلغ 3.8 مليون شخص.

ما هو مرض السكري؟

مرض السكري .. هو ارتفاع في نسبة السكر بالدم، وهي حالة مزمنة تنتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين وهو عبارة عن هرمون تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول إلى خلايا الجسم، حيث يتحول إلى طاقة تساعد الجسم على الحركة.
فعندما يقل الأنسولين في الجسم فإن السكر يزيد في الدم، ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه، ولذلك نراه يظهر في البول.


ما هى أسباب الإصابة بمرض السكري؟

- الوزن الزائد.

- قلة النشاط الجسدي.

-ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

- وجود إصابة بالمرض في الأسرة (الوراثة).

-السن 40 عاماً أو أكثر.



اختبار للكشف عن مرض السكري:


- التبول كثيراً ليلاً ونهاراً.

-جوع أو عطش شديد.

- تعب جسدي شديد ومستمر.

-الرؤية البصرية تصبح غير واضحة.

-ضعف في اللثة.

- عدم التئام الجروج.

-ضعف عام مصحوب بآلام في المعدة وشعور بالقئ.

-للسيدات الحوامل الإصابة بسكر الحمل.

-ضعف جنسي.

لو ميزت اثنين أو أكثر من النقاط التالية فعليك زيارة الطبيب.


ارشادات عامه لمريض السكر :

- المحافظه على الوزن المثالي.

- تجنب تناول السكريات البسيطه مثل الحلويات والكيك والعصائر المحلاه بالسكر.

- تناول الأغذيه الغنيه بالألياف مثل الخضروات والفواكه الطازجه والخبز الأسمر.

- الابتعاد عن الأغذيه الغنيه بالدهون المشبعه والكوليسترول وتناول أقل كميه من اللحوم والجبن والزبده والشوكولاته والأغذيه المقليه، وتقليل ملح الطعام.

- الاعتناء بالأسنان وتنظيفها مرتين يومياً على الأقل.

- التوقف عن التدخين.

- ممارسة الرياضة.

- تناول العلاج فى الموعد المحدد.

- زيارة طبيب الأسنان والعيون مره كل عام.

- تجنب ارتفاع ضغط الدم ومحاولة السيطره.

- العنايه بالقدمين.. فالمصاب بالسكر يكون معرض للإصابه بقصور بالأعصاب الطرفيه وكذلك نقص فى الدوره الدمويه مما يجعل القدمين عرضى للإصابه بالجروح والالتهابات.


تناول هذه الأطعمة

أكدت دراسة حديثة أن عصير البرتقال مفيد لمرضى السكري رغم احتوائه على كميات كبيرة من السكّر، وذلك بسبب غناه بمادة الفلافونوويد.

و أضافت الدراسة أنّ مادة الفلافونوويد تعدّ "مادة سحرية بالفعل" لأنها تمنع التوتر الذي يؤدي إلى تدمير خلايا حيوية في جسد مريض السكري.


أوراق التين الشوكي

أكد باحثون مكسكيون أن إضافة التين الشوكي إلى وجبات الإفطار يقلل نسبة سكر الدم لدى مرضى السكري ، كما أنه يقلل الكوليسترول ويعالج السمنة.

وفي دراسة حديثة أجريت على سيقان التين وجد أن المرضى المصابين بالسكر غير المعتمدين على الانسولين والذين صاموا لمدة 12ساعة عندما تناولوا خلاصة سيقان النبات انخفض لديهم السكر بشكل ملحوظ وارتفع معدل الانسولين لديهم.

وفي دراسة أخرى على الأوراق ثبت أنها تحسن من إداء الانسولين وقيل أن أوراق وسيقان التين الشوكي يمكن أن تكون ذات قوة كبيرة في علاج مرض السكر لغير المعتمدين على الانسولين.


الخروب

أفادت دراسة علمية مصرية بأن نبات الخروب يخفض نسبة السكري في الدم ، ونسبة الكوليسترول.

وقد قام بإجراء الدراسة مجموعة من الباحثين بقسم الكيمياء بالمركز القومي للبحوث في مصر، وتم تطبيقه عمليا على مجموعة من حيوانات التجارب المصابة بالسكري بعد إعطائه لهذه الحيوانات في صوره الثلاث الكحولية والمائية والمطحونة.

وقامت الدكتورة منال حسن الأستاذ بقسم الكيمياء بتحضير الخروب في صوره الثلاث وتقسيم الحيوانات إلى مجموعات لاختبار مدى استجابة كل قسم من الحيوانات وحساسيتها للمستحضر بحسب صورته سواء المائية أم الكحولية أم المطحونة وحساسيته لنسبة خفض السكري أو الكوليسترول وذلك بعد إعطائها جرعات محسوبة لفترات معينة.

وجاءت النتائج مؤكدة لانخفاض نسبة السكري في دم الحيوانات وكان التفاوت بين أشكال المستحضر الثلاثة وتأثيره متقارباً إلى حد كبير مما يؤكد أن لثمار الخروب مقدرة كبيرة على إنقاص سكر الدم الزائد في الأمعاء.


الدوم والعرعر

توصل فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث في مصر إلي فاعلية بعض المواد الطبيعية لخفض نسبة السكر بالدم والتي تم استخلاصها من أربع نباتات مصرية هي الدوم وكف مريم والسموا والعرعر.

وأكد الباحثون أن هذه النباتات ساعدت علي زيادة معدلات بناء خلايا البيتا المسئولة عن إفراز الأنسولين‏.‏

ومن خلال الدراسة التي أجرتها الدكتورة شريفة حسين والدكتورة حليمة سيد أستاذ مساعد بقسم بيولوجيا الخلية والدكتورة أمل عبد العظيم باحث بقسم علوم الأطعمة والتغذية بالمركزعلي فئران التجارب وذلك بعد إصابتهم معملياً بالسكر ثم تقسيمهم إلي مجموعات و حقن كل مجموعة بمحلول من المادة الفعالة التي تم استخلاصها من كل نبات علي حدة مع عمل مقارنة لهذه المجموعات بالمجموعة الضابطة‏.‏

وأظهرت نتائج الدراسة انخفاضاً معنوياً واضحاً في نسبة السكر بالدم لدي الفئران التي عولجت بالنباتات الأربعة، حيث وصلت نسبة السكر لديهم إلي المعدلات الطبيعية مع كل من نبات السموا والدوم‏.

وأثبتت الدراسة تزايداً واضحاً في معدل بناء خلايا بيتا المسئولة عن إفراز الأنسولين والتي تم تكسيرها بتأثير مرض السكر‏,‏ كما لوحظ تحسناً كبيراً في جميع أعراض الإضطراب والخلل التي تصيب خلايا الجسم بتأثير مرض السكر وظهر ذلك في حدوث انخفاض معنوي في نسبة الإختلالات الكروموسومية في الفئران المعالجة بهذه النباتات وارتفاع نسبة النشاط الإنقسامي للخلايا‏,‏ كما ظهر تحسناً واضحاً في أنظمة التنفس للفئران مما جعلها مماثلة للفئران السليمة‏.‏

وتبين من خلال الدراسة التأثير الإيجابي للنباتات الأربعة في زيادة نسبة الأجسام المناعية بالجسم، مما يعطي دليلاً واضحاً لتأثيرها الفعال في تقوية الجهاز المناعي‏,‏ كما أظهرت النتائج أنها تقلل بدرجة كبيرة نسبة الدهون والكوليسترول بالدم وكذلك الجلسريدات الثلاثية‏.‏


القرنبيط والجزر

تعتمد كثير من الأسر المصرية علي الوجبات الجاهزة السريعة المحتوية علي نسب كبيرة من الدهون والنشويات، مما يؤدي إلي السمنة المفرطة وما يترتب عليها من أمراض خطيرة كالسكر والقلب والسرطان.

ويؤكد الباحثون أهمية تناول الغذاء الطبيعي المحتوي علي الألياف والتي تتوافر في الخضر والفاكهة والخبز الأسمر‏,‏ مشيرين إلى أن الألياف لها تأثير فعال في خفض مستوي السكر بالدم وأنها تحسن من امتصاص وهضم المواد السكرية بالجسم‏.‏

وأوضحت الدكتورة ثريا البطران أستاذ مساعد الكيمياء الحيوية بشعبة الهندسة الوراثية بالمركز، أن انخفاض كبير في مستوي الجلوكوز والكوليسترول في مجموعات فئران التجارب المصابة بالسكري بعد إعطائها حوالي‏200‏ ملليجرام من الألياف لكل كيلو جرام من وزن الجسم وذلك في الأسبوع الثامن من إعطاء الألياف‏.

وترجع الباحثة أهمية الألياف إلي أنها تعطي إحساساً بالشبع وبالتالي تقل فترات تناول الطعام مما يقلل من إفراز البنكرياس للأنسولين اللازم لهضم كميات الطعام الكثيرة‏.‏

وتؤكد الدكتورة ثريا البطران أن الألياف لها خواص طبيعية وكيميائية مفيدة في الوقاية من سرطان القولون‏,‏ وذلك من خلال اتحاد المواد المهضومة التي تسمي "كوليت" مع بكتريا الأمعاء اللاهوائية منتجة مادة يطلق عليها "دي أوكسي كولات" التي تمتص وتخرج مع البراز‏,‏ ومن المعروف علمياً أن بقاء هذه المادة بالجسم فترات طويلة يسبب السرطان‏.

وتفيد الألياف أيضاً في عمليات الهضم لأن من أهم خواصها أن واحد جرام من الألياف يتحد مع‏ 15‏ جراماً من الماء‏,‏ وهذا يعني أن الغذاء العالي الألياف يجعل فضلات الجسم أسهل في حركتها وإخراجها من الأمعاء نتيجة احتوائها علي كميات كبيرة من الماء‏,‏ وذلك يعتبر مليناً طبيعياً لحالات الإمساك،‏ كما تساعد الألياف علي راحة وانبساط جدار القولون ومنع حدوث الاختناقات به، وبالتالي يسهل مرور وحركة الفضلات بالأمعاء ، مما يمنع الضغط علي جدار القولون ومن ثم يحمي من القولون العصبي‏.

‏يذكر أن أهم الأغذية الغنية بالألياف هي القرنبيط والجزر والثوم والينسون والحبة الكاملة من القمح‏.

ضعف الرغبة الجنسية لدى المرأة.. أسباب وحلول

يقول الأطباء من «مايو كلينك» في الولايات المتحدة إن الرغبة الجنسية لدى المرأة تتقلب وتتذبذب بشكل طبيعي خلال أعوام عمرها. والارتفاعات والانخفاضات في ذلك المستوى تتوافق غالبا مع نوعية ومستوى العلاقة مع الشريك العاطفي، وتتوافق أيضا مع تغيرات حياتية تمر بها المرأة، مثل الحمل والرضاعة والوصول إلى سن انقطاع الدورة الشهرية والأمراض البدنية أو النفسية التي قد تُلمّ بها.



ويشير الباحثون إلى أن بعض الدراسات الطبية، وفي مجتمعات عالمية مختلفة، لاحظت أن نسبة «الإصابة» بتدني الرغبة الجنسية تطال أكثر من 40 في المائة من النساء في وقت ما من مراحل العمر. ولكن هذه النسبة تنخفض إلى ما بين 5 إلى 15 في المائة إذا أردنا فقط احتساب النسوة اللائي يعانين من هذه المشكلة طوال الوقت في حياتهن.



* خلاف حول التعريف



* وإزاء تفاوت التوقعات من الأزواج، أو من الزوجات أنفسهن حول ما يمكن أن يصنف بأنه مستوى طبيعي ومستوى منخفض في جانب الرغبة الجنسية لدى المرأة، فإن من الصعب وضع حد فاصل في ما بين ما هو طبيعي وما هو خلاف ذلك. ويضيف هؤلاء الأطباء القول: «لا يزال الباحثون الطبيون مختلفين حول ما هو المقدار الطبيعي وما هو المتدني، في مستوى الرغبة الجنسية لدى المرأة. كما أنهم مختلفون أيضا حول أفضل وسيلة لقياس ذلك، وبالتالي تقييم مستواه لدى المرأة».



وبالتحديد صرحوا بأن النساء الطبيعيات بصفة تامة، يتفاوتن بشكل كبير في رغباتهن في ممارسة العملية الجنسية، كما يتفاوتن بشكل واضح في رأيهن بما هو كاف لجهة ممارسة العملية تلك. وإذا كانت المرأة تود ممارسة العملية مرات أقل، أو أكثر، من تلك التي يريدها زوجها، فإنه ليس بالضرورة أن يكون أحدهما خارج النطاق الطبيعي لما هو للمثيلين لهم في العمر أو الظروف. هذا على الرغم من أن هذا التباين في الرغبات في ما بين الزوجين قد يؤدي إلى اضطراب في نوعية ومستوى العلاقة فيما بينهما، وقد لا يؤدي إلى ذلك على الإطلاق. ذلك أنه، وكما يقولون، قد تضعف الرغبة لدى أحد الزوجين بينما تزيد قوة العلاقة فيما بينهما. وأنه بالإضافة إلى هذا، فإنه لا يوجد «رقم» محدد لما هو طبيعي في عدد ممارسة العملية الجنسية خلال الأسبوع أو الشهر، ولذا فإن «رقم» عدد مرات ممارسة تلك العملية خلال الأسبوع الواحد ليس بالضرورة مقياسا جيدا لتقييم مدى رغبة المرأة في ممارستها. والنساء يتفاوتن بشكل واضح في هذا الجانب. وذكّروا بأن المرأة قد تتحاشى التجاوب مع الزوج في ممارسة العملية الجنسية للعديد من الأسباب التي لا علاقة لها البتة بمستوى الرغبة الجنسية لديها. ولعل من أبسطها الإجهاد النفسي، أو التعب البدني، أو عدم الثقة بالنفس في جاذبية مظهر جسمها أو شخصيتها، أو تدني مستوى المودة والألفة مع زوجها، أو غير ذلك. وبقراءة هذه العبارات لأطباء «مايو كلينك»، يبقى السؤال: إذا ما هو بالضبط تعريف مصطلح تدني الرغبة الجنسية لدى المرأة؟



وللإجابة، يقول هؤلاء الباحثون: «بالمصطلح الطبي، يكون لدى المرأة (اضطراب تدني الرغبة الجنسية) hypoactive sexual desire disorder حينما يستمر أو يتكرر فقدان الاهتمام لديها بممارسة العملية الجنسية، بما يؤدي إلى إصابتها بالحزن والتكدر الشخصي personal distress».



* أسباب بدنية ونفسية ومع هذا، كما يقولون، فإن وجود هذا الأمر لدى المرأة لا يعني تلقائيا ضرورة توجهها إلى طلب المعالجة الطبية، بخلاف ما لو حصل تغير أدى إلى الوصول إلى هذه الحالة بعد أن لم تكن لديها الأمور كذلك في السابق. وهذا الاستدراك الطبي مهم، لأن حصول «تغيير» غير طبيعي قد يعكس وجود أحد الأمراض العضوية لدى المرأة، والتي أحد مظاهرها تدني الرغبة الجنسية، مثل اضطرابات الغدد الهرمونية والآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية وغيرها.



وللتوضيح، الرغبة الجنسية لدى المرأة مرتبطة بمجموعة معقدة من التفاعلات بين عدة عناصر تتعلق بالألفة والمودة مع الزوج، ومستوى الصحة البدنية والنفسية، إضافة إلى تنامي الخبرة في عيش الحياة مع الزوج والتعامل معه. وعليه، فإن هناك أسبابا متعددة لاضطراب تدني مستوى الرغبة الجنسية. ومنها:



* أولا، أسباب عضوية: هناك طيف واسع من الأمراض، ومن الاضطرابات الوظيفية بالجسم، ومن الآثار الجانبية للأدوية، التي قد تتسبب في المشكلة، مثل:



ـ اضطرابات جنسية. كالألم أثناء الجماع dyspareunia، وعدم القدرة على الوصول إلى مرحلة ذروة التهييج الجنسي anorgasmia.



ـ أمراض عضوية: مثل التهابات المفاصل، السرطان، مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض شرايين القلب، أمراض الجهاز العصبي، العقم.



ـ آثار جانبية للأدوية. مثل أدوية معالجة الاكتئاب، أو أدوية معالجة الأرق، أو ارتفاع ضغط الدم، أو العلاج الكيميائي للأمراض السرطانية، أو حتى أدوية معالجة نزلات البرد وحالات الحساسية.



ـ العمليات الجراحية السابقة. وتشير المصادر الطبية إلى أن المرأة التي خضعت في السابق لأي نوع من العمليات الجراحية في الثدي أو الأعضاء التناسلية، سواء كانت عمليات علاجية أو تجميلية، هي عرضة للمعاناة من تدني الثقة في جاذبية الجسم، وبالتالي ربما للمعاناة من تدني الرغبة الجنسية.



ـ الإجهاد والتعب البدني. وهو من أهم أسباب حصول هذه المشكلة الجنسية. والأسباب تتعدد هنا، مثل فقر الدم أو سوء التغذية أو الخضوع لبرامج حمية صارمة لإنقاص الوزن أو غيرها. إضافة إلى أعباء رعاية الأسرة وتدبير شؤون المنزل والقيام بواجباته الزوجية والاجتماعية والأسرية.



* ثانيا، أسباب هرمونية: التغيرات التي تطال معدلات نسبة الهرمونات الأنثوية بالذات، قد تكون سببا في المشكلة لدى بعض النساء. وفي ما قبل بلوغ مرحلة انقطاع الدورة الشهرية، تضطرب نسبة الهرمونات الأنثوية، وكذلك بكل تأكيد في مرحلة ما بعد بلوغ انقطاع الدورة تلك. وهرمون «أستروجين» Estrogen الأنثوي يساعد على حفظ مستوى جيد من الصحة لأنسجة المهبل، إضافة إلى الرغبة في ممارسة العملية الجنسية. وفي ما قبل وبعد بلوغ سن اليأس Menopause، يتدنى مستوى هذا الهرمون في جسم المرأة، ما يؤدي إلى تدني الرغبة الجنسية وإلى جفاف المهبل وضمور فيه، ما يؤدي إلى صعوبات في ممارسة العملية الجنسية بطريقة مريحة ومرغبة في تكرارها.



والشيء نفسه يحصل في تلك المرحلة مع هرمون «تستوستيرون» testosterone، المسؤول عن جزء من نشاط الرغبة الجنسية لدى المرأة، على الرغم من أنه في الأصل هرمون للذكورة لدى الرجال.



ولكن هذا التدني في الرغبة الجنسية، والمصاحب لبلوغ سن اليأس وما بعده من سنوات العمر، لا يصيب بالضرورة جميع النساء، بل بعضهن. وبالإمكان التغلب طبيا على تلك التغيرات الهرمونية إذا ما أثرت بشكل واضح على مستوى ونوعية الرغبة الجنسية.



وفي مراحل الحمل والرضاعة، تحصل أيضا تغيرات هرمونية، قد تكون عاملا في تدني الرغبة تلك لدى المرأة. إضافة إلى عوامل أخرى في تلك الحالات، مثل التغيرات في شكل الجسم ومستوى جاذبيته أجزائه الخارجية.



* ثالثا، أسباب نفسية أو عاطفية: وهنا عدة حالات نفسية، قد تمر بكثير من النساء، لها دور مهم ولا يلتفت إليه كثير من الأزواج والزوجات في تدني الرغبة لدى المرأة، مثل القلق من أشياء عدة، بعضها لا يخطر على بال البعض. والاكتئاب، الذي تتعدد أسبابه ومثيرات ظهوره لدى المرأة. وكذلك التوتر النفسي جراء عوامل اجتماعية أو أسرية أو مادية أو وظيفية، لدى الزوج أو لدى الزوجة نفسها.



ومما قد لا تصرح به المرأة، وله تأثير بالغ على الرغبة الجنسية لديها، مستوى الثقة في النفس بجاذبية جسمها للفت رغبة الزوج فيها. أو وجود تدني الثقة بالنفس self ـ esteem لدى المرأة في الأصل، أي فيما لا علاقة له بجاذبية الجسم.



والنساء في العموم، ترتبط لديهن الممارسة الجنسية بالقرب العاطفي وحميمية العلاقة بالزوج، ولذا، فإن وجود مشكلات في هذه الجوانب هو عامل مؤثر بشكل بالغ في مستوى الرغبة. وحينما تعلق بعض المشكلات من دون حل في ما بين الزوجين، أو يستمر ضعف التواصل في ما بينهما، أو تنشأ هواجس الغيرة والشكوك وتدني الثقة، فإن الرغبة الجنسية قد تضعف لدى المرأة.



* التعامل مع مشكلة تدني الرغبة لدى المرأة



* أساليب علاجية متعددة الأوجه



* اضطراب تدني الرغبة الجنسية لدى الزوجة، شيء صعب على المرأة وزوجها وزواجها. ومن الطبيعي والمتوقع، أن تشعر المرأة بالإحباط والحزن حينما لا تتمكن من أن تكون في هذا الجانب كما تتمنى، أو كما يتوقع منها زوجها أن تكون، أو كما كانت معه في السابق. وفي الوقت نفسه، قد يشعر الزوج بأن الزوجة ترفضه أو لا تنسجم معه، ما يزيد المشكلة تعقيدا بسبب نوعية رد الفعل الذي سيبديه الزوج. وبالتالي، نتيجة لشعورها ولشعور زوجها، ستزداد المشكلة تفاقما في جانب الرغبة الجنسية لديها، أي ستتحول المشكلة من مشكلة بسيطة في تركيبها، إلى مشكلة معقدة متعددة الأطراف والمسببات. وإلى اليوم، وعلى الرغم من كل الدعايات التجارية، لا يوجد دواء يؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية لدى المرأة. ولكن غالبية النساء اللاتي يعانين من هذه المشكلة، يستفدن من أسلوب متعدد التوجهات للتغلب عليها.



وبداية التعامل العلاجي مع المشكلة هو تذكر أن من الطبيعي أن يتفاوت مستوى الرغبة في الأوقات المختلفة. وهذا التفاوت أمر طبيعي في العلاقة الزوجية المعرضة لتأثير عوامل متجاذبة في ما بين الزوجين ومعيشتهم للحياة اليومية والظروف المحيطة بها والمؤثرة عليها.



والعنصر الثاني، هو تقليل التركيز على المشكلة، وعلى ممارسة العملية الجنسية، كي لا تزداد الأمور تعقيدا. وبالمقابل، التركيز على تنمية قوة العلاقة العاطفية مع الزوج، وممارسة عدة أشكال من الأنشطة الحياتية الصحية للجانب العاطفي والجانب النفسي والجانب البدني. وكلما زادت قوة الشعور بالثقة والاعتزاز بالنفس وبالزوج وبالعلاقة معه، أصبح حينها من الممكن معالجة المشكلة.



وبإيجاد حلول عملية وواقعية للمشكلات أو الضغوط التي تتعرض لها المرأة، كالمشكلات المادية أو الوظيفية أو الاجتماعية أو الأسرية، يقل مستوى التوتر والقلق والاكتئاب. وبتنمية الشعور بالاعتزاز بالنفس وبقدراتها، يزداد مستوى السعادة النفسية. وبتخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة البدنية، تتحسن الحالة النفسية لجهة رفع مستوى المزاج العام، وتنشأ تغيرات واقعية في مظهر وجاذبية جسم المرأة، ما قد يرفع من مستوى الرغبة. وهناك تمارين رياضية خاصة لتقوية عضلات الحوض، وتحديدا تمارين «كيغل» Kegel exercises، تؤدي إلى زيادة الشعور بالتفاعلات العضلية خلال العملية الجنسية.



وبالتواصل السليم فيما بين الزوجين، والعمل بشكل واضح وصادق في حل المشكلات العالقة، يمكن أن ترتفع قوة العلاقة فيما بينهما. وهو ما يسمح بمزيد من الصراحة والجرأة عليها في الحديث فيما بينهما حول جانب اللقاء الجنسي في العلاقة الزوجية بينهما، وبالتالي وضع حلول عملية وواقعية لمشكلة تدني الرغبة لديها.



وإذا ما كانت هناك حالات مرضية، أو أن المشكلة ناجمة عن آثار جانبية محتملة لأحد الأدوية، فإن من الممكن بالتواصل مع الطبيب وضع حلول تخفف من تأثيراتها على الرغبة لديها.



كما أن هناك مجالا ضيقا، لكن يمكن الاستفادة منه، لاستخدام الهرمونات الجنسية لمعالجة المشكلة، وتحت الإشراف الطبي في تشخيص الحاجة ومتابعة الجدوى والتأثيرات المرجوة.



الهواتف الجوالة تؤدي إلى تدني أعداد الحيوانات المنوية وحركيتها

الهواتف الجوالة أدت إلى حدوث ثورة في الاتصالات. إلا أنها، ومثلها مثل الكثير من الابتكارات، جوبهت بالمخاوف إضافة إلى الترحيب، فهي ترسل موجات كهرومغناطيسية في نطاق الترددات الراديوية يمكنها أن تتداخل مع عمل الأجهزة الطبية مثل منظم ضربات القلب المزروع في جسم المرضى أو الأجهزة الطبية الحساسة الأخرى. إلا أنه لوحظ أنها لا تتداخل مع الأجهزة إلا عندما تكون قريبة جدا منها.



ولأن الأمواج الكهرومغناطيسية يمكنها أيضا أن تقود إلى تأثيرات بيولوجية، فقد تخوف بعض الناس من احتمال تسببها في ظهور السرطان. ولحسن الحظ فإن الكثير من الدراسات قد أخفقت في إيجاد صلة بين الهواتف الجوالة وبين ظهور الأورام الخبيثة في الدماغ، والعين، والغدد اللعابية، والعصب السمعي في الأذن، وذلك رغم أن دراسة نشرت عام 2008 أفادت بوجود رابطة بين استخدام الهاتف وبين ظهور أورام حميدة في الغدة النكفية parotid gland التي توجد تحت الفك الأسفل.



الهواتف والسائل المنوي



* إن من السهل علينا أن نرى توجه الباحثين إلى دراسة تأثيرات الهواتف الجوالة على أنسجة الرأس والرقبة. إلا أن باحثين من كليفلاند طرحوا تساؤلات أخرى. فبعد أن أشارت دراستهم على الحيوانات إلى احتمال أن تكون الأمواج الكهرومغناطيسية مضرة لوظيفة الخصيتين، تساءل الباحثون عما إذا كانت الهواتف الجوالة تؤثر على السائل المنوي للرجال.



وخضع 361 رجلا متوسط أعمارهم 32 سنة، من زوار عيادات العقم، إلى تجارب في هذا الشأن، وذلك بعد أن تم تقييم عدد من الرجال جميعا قبل الدراسة، لرصد الحالات المرضية التي تؤدي إلى التأثير على وظيفة السائل المنوي لديهم. وتم استبعاد الأشخاص المعانين من تلك الحالات من الدراسة.



وسجل كل مشارك في الدراسة عدد ساعات استخدامه الهاتف الجوال، كما قدم عينة من سائله المنوي لدراسته من قبل اختصاصيين لا يعرفون فترات استخدامه الهاتف الجوال. وأفاد 40 رجلا بعدم استخدامهم الهاتف الجوال، و107 رجال آخرين باستخدامهم له لفترة تقل عن ساعتين يوميا، و100 رجل آخرين استخدامه لفترة امتدت بين ساعتين و4 ساعات، وأفاد 114 رجلا باستخدامه لأكثر من 4 ساعات يوميا.



وعندما شرع العلماء في تحليل النتائج فإنهم رصدوا ظاهرة التدني المستمر في أعداد الحيوانات المنوية، مع ازدياد ساعات استخدام الهاتف الجوال. وإضافة إلى ذلك فقد تأثرت تركيبة الحيوانات المنوية بشكل سيئ، وتدنت حركيتها ومقدرتها مع ازدياد فترة استخدام الهاتف الجوال.



دراسة منفردة إن هذه الدراسة منفردة، وهي لا تأخذ في عين الاعتبار تعرض الرجال إلى الموجات الكهرومغناطيسية أثناء العمل، أو أثناء استخدامهم الأجهزة المزودة بتقنيات «بلوتوث»، أو الكومبيوترات، وكذلك فترة حمل الهواتف الجوالة العاملة، التي لا تستخدم في التحادث أثناء تلك الفترة. ويضاف إلى ذلك تجنب الإشارة إلى أن كل الرجال المشاركين كانوا يخضعون لتقييم حالات العقم لديهم.



ومع هذا، فإن الدراسة تثير احتمالات مهمة ـ ومقلقة ـ تشير إلى أن تقنيات الاتصالات الحديثة قد تتداخل مع التواصل الأزلي القديم بين الرجل والمرأة. وتجرى الآن دراسات أخرى للحصول على نتائج إضافية. لكن عليك أن تتذكر دوما أن الهواتف الجوالة تتسم بخطر صحي مؤكد: حوادث تصادم السيارات!

الزنجبيل يعزز مناعة الجسم ويخفف مشكلات الجهازين التنفسي والهضمي

«الرائحة العطرية النفاذة، مع الطعم اللاذع اللذيذ، تعطيني نكهة فريدة ومفعمة بالدفء والنشاط». هذا ما وصف به أحدهم حرصه في ليالي الشتاء الباردة على تناول كوب من الحليب الساخن الممزوج برحيق جذور الزنجبيل Ginger، أو شربه لقدح من الشاي المعزز برحيق جذور الزنجبيل المطحونة.



ولئن كان جُلّ اهتمام البعض هو ابتغاء الاستمتاع بتلك النكهة العالية في مشروبات أمسيات شهور البرد، فإن الدراسات والبحوث الطبية تضيف إلى معلوماتنا المزيد من الفوائد الصحية التي نجنيها بإضافتنا للزنجبيل، أثناء طهي أصناف متعددة من أطباق الأطعمة أو خلال إعداد المشروبات الدافئة والباردة.



وتتحدث مراكز البحث العلمي في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا عن جوانب متعددة للتفاعلات الصحية داخل الجسم، التي تقوم بها المركبات الكيميائية المتعددة الموجودة داخل جذور الزنجبيل. وهي ما تشمل عموما أربعة جوانب رئيسية: الأول، يتعلق بالتأثيرات المخففة لاضطرابات الجهاز الهضمي في الحالات المختلفة. والثاني، يتعلق بالتأثيرات على تخفيف حدة نشاط تفاعلات الالتهابات. والثالث، يتحدث عن تأثيرات الزنجبيل على الأورام السرطانية، وخاصة في المبايض والقولون. والرابع، وهو الأشهر، يتحدث عن رفع مستوى جهاز مناعة الجسم في نزلات البرد وغيرها وتخفيف أعراض الجهاز التنفسي حال حول (إصابته) الالتهابات الميكروبية فيه.



وعلى الرغم من أن هناك بحوثا ودراسات كثيرة حول فوائد الزنجبيل، ولا يُمكن إهمال نتائجها بحال، فالملاحظ أن تلك الدراسات الطبية لا تزال تحتاج إلى مزيد من العمق في البحث وفي استخلاص النتائج، إذا ما أردنا أن ننظر إلى الزنجبيل كـ«دواء» لعلاج أمراض معينة. أما إذا أردنا أن نستمتع بطعمه ونكهته اللذيذة، وأن نحس بالتأثيرات الصحية الإيجابية العامة في جوانب شتى، فإن الزنجبيل بلا شك أحد المنتجات النباتية التي ينصح بالحرص على تناول كميات قليلة منها بشكل يومي.



* مركبات كيميائية فاعلة



* واللافت أنه وفق المعايير المعتادة للناس في النظر إلى مكونات المنتجات الغذائية، لا يحتوي الزنجبيل على كثير من المعادن أو الفيتامينات أو السكريات أو البروتينات أو الدهون. ذلك أن التحليل الكيميائي لمقدار من جذور الزنجبيل الطازجة يبلغ نحو 28 غراما، يشير إلى أنها تحتوي على نحو 20 سعرا حراريا (كالوري) من الطاقة، وعلى كميات بسيطة من معادن البوتاسيوم والمنغنيز والنحاس وفيتامين بي-6، أي بكميات لا تتجاوز حاجة الجسم اليومية بنسبة 3 في المائة.



لكن السر في الفوائد الصحية للزنجبيل، هو في تلك المجموعة الخاصة من المركبات الكيميائية المختلفة، منها زيوت طيّارة، ومنها مركبات لاذعة pungent غير طيّارة nonvolatile.



والطعم اللاذع المميز للزنجبيل هو نتيجة لاحتواء الجذور على مزيج من مشتقات مواد «فينيل بروبانويد» phenylpropanoid-derived، مثل مركب «زينغيرون» zingerone، ومركبات «شوغول» shogaols، ومركبات «جينجيرول» gingerols.



هذه المركبات توجد بنسب عالية، مقارنة بالمنتجات النباتية الأخرى، لتشكل نحو 4 في المائة من وزن كمية معينة من جذور الزنجبيل الطازجة. ومن المهم ملاحظة أن نسبة وجود هذه المواد تزداد في الزنجبيل خلال عمليات طهي جذوره. وبالمقارنة بين هذه المركبات الثلاث، يعتبر مركب «زينغيرون» أقلها تسببا في الطعم اللاذع، وأكثرها تسببا في الطعم الحلو الحارق spicy-sweet. وهذا المركب بالذات لديه خصائص القدرة على القضاء على البكتيريا المتسببة في نزلات الإسهال.



وفي المقابل تعمل مركبات «جينجيرول» على زيادة نشاط حركة المعدة والأمعاء. وأيضا على تنشيط الغدد اللعابية لإفراز اللعاب، مما يسهل عمليات بلع الطعام. كما أن لها تأثيرات صحية في تخفيف الشعور بالألم analgesic، وفي تخفيف حرارة الجسم antipyretic، إضافة إلى قدرة القضاء على البكتيريا. كما أثبتت نتائج دراسات المختبرات على الحيوانات التي أجريت في معامل جامعة ميتشغن في الولايات المتحدة، أن لهذه المادة الكيميائية تأثيرا فاعلا في القضاء على الخلايا السرطانية في المبيض.



وتحتوي جذور الزنجبيل أيضا على مجموعات من الزيوت الطيارة، بنسبة نحو 3 في المائة من وزن كمية معينة منها. مثل مركبات «سيسكوايتيربينويد» sesquiterpenoids وغيرها من المواد الكيميائية التي لا تزال محل الدراسة في الأوساط العلمية للبحث العلمي.



* الزنجبيل وراحة الهضم



* وهناك عدة اضطرابات في الجهاز الهضمي يُمكن لتناول الزنجبيل التخفيف منها أو إزالتها.



* ووفق ما تتبناه الأوساط الطبية في الولايات المتحدة، والذي تمت حوله العديد من الدراسات الطبية الناجحة، فإن الزنجبيل أحد العلاجات المنزلية الفاعلة في تخفيف الشعور بالغثيان والرغبة في القيء. وفي حالات «دوار غثيان الحركة» motion sickness، الذي يُصيب البعض حال ركوب السيارة أو السفر بالقطار أو بالطائرة أو بالسفن، فإن الزنجبيل يُخفف من معظم الأعراض المصاحبة، مثل الدوار والدوخة والغثيان والقيء والتعرق. ويقول الباحثون من جامعة ماريلاند ومن مايو كلينك: ثمة عدد من الدراسات الطبية يشير إلى أن الزنجبيل أكثر فاعلية من معظم الأدوية المتوفرة لعلاج حالات «دوار غثيان الحركة». ومن هذه الدراسات ما تم على مجموعات من البحارة، ومنها ما تم بالمقارنة بين الزنجبيل وكل من عقار درامامين Dramamine وعقار سكوبولامين scopolamine المستخدمين بشكل شائع لمعالجة مثل هذه الحالات. هذا بالإضافة إلى أن الأدوية لها في الغالب تأثيرات جانبية، بخلاف الزنجبيل الطبيعي.



والتأثير الإيجابي الأقوى، الذي يصنف على أنه يمتلك أقوى الأدلة العلمية، هو تخفيف الزنجبيل من حدة الغثيان الصباحي والقيء لدى الحوامل، وخاصة الأنواع الشديدة منه hyperemesis gravidum. وكانت مجلة «طب النساء والتواليد» قد عرضت في أبريل (نيسان) 2005 نتائج مراجعة أكثر من ست دراسات طبية أثبتت فاعلية الزنجبيل في تخفيف تلك المشكلة وإزالتها لدى الحوامل. كما أكدت تلك الدراسات التي شملت نحو 700 امرأة سلامة تناولهن للزنجبيل بكميات قليلة وفاعلة خلال فترة الحمل. وهو ما جعل الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد، وعددا من المراكز الصحية في الولايات المتحدة، تنصح بتناول الزنجبيل كأحد العلاجات المنزلية الفاعلة وثابتة الجدوى في تخفيف مشكلة الغثيان والقيء لدى الحوامل. وتحديدا، يشير الباحثون من جامعة ماريلاند إلى أن غراما واحدا من الزنجبيل كاف خلال اليوم لتلك الغاية.



ولا تزال النتائج مشجعة للدراسات الطبية التي بحثت في جدوى تناول مرضى السرطان، الذين يُصيبهم الغثيان بالذات، للزنجبيل، دون القيء، جراء تلقي العلاج بالمواد الكيميائية أو الأشعة لمعالجة السرطان. إلا أن النتائج العلمية لا تزال غير جازمة بجدوى تناول الزنجبيل قبل العمليات الجراحية لتخفيف الشعور بالغثيان والقيء بُعيد تلقي التخدير الكلي للجسم. ولذا ترى «الوكالة القومية الأميركية للطب التكميلي والاختياري» NCCAM أن هناك حاجة للمزيد من الدراسات الطبية حول احتمالات جدوى الزنجبيل في هاتين الحالتين.



وهناك جوانب مقترحة لفائدة الزنجبيل في تخفيف ألم المعدة، وفي تسهيل الإخراج وإزالة حالات الإمساك، وفي معالجة الالتهابات الميكروبية المتسببة في الإسهال. وهي في حاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية لإثباتها بشكل جازم، ويوظف الزنجبيل كوسيلة للعلاج المنزلي في هذه الحالات.



* الزنجبيل والأورام السرطانية



* وهذا الجانب لا يزال محل دراسات جادة. وإحدى تلك الدراسات، ما طرح في مؤتمر أبحاث الوقاية من السرطان في فينوكس بأريزونا عام 2003، وهو أن مادة «جينجيرول» الفاعلة في جذور الزنجبيل، هي إحدى المواد التي لديها قدرة على منع نمو خلايا سرطان القولون لدى الإنسان. واستند هؤلاء الباحثون من جامعة ميناسوتا على دراسة علمية أجروها، ودلت على أن لهذه المادة قدرة على نمو خلايا سرطان القولون لدى الإنسان حينما تحقن في فئران تتناول هذه المادة، وذلك بالمقارنة مع نمو الأورام السرطانية لدى مجموعة أخرى من فئران حقنت بتلك الخلايا السرطانية، لكن لم تتلق هذه المادة الموجودة في الزنجبيل.



وسبق للدكتورة ربيكا ليو من جامعة ميتشغن أن قدمت نتائج دراستها حول تأثيرات مركبات الزنجبيل على موت خلايا سرطان المبيض، وذلك خلال المؤتمر 97 الرابطة الأميركية للسرطان. وقالت الباحثة آنذاك إن الزنجبيل يحتوي على: مواد مضادة للأكسدة، ومواد مضادة للالتهابات، ومواد مضادة لنمو الخلايا السرطانية، وكلها تطرح الزنجبيل كوسيلة محتملة الفائدة في هذا الأمر.



وعلى الرغم من توالي عدة دراسات عن هذا الموضوعين، فإننا في حاجة إلى مزيد من الإثباتات العلمية للنصح بتناول الزنجبيل على سبيل الوقاية أو العلاج من حالات سرطان القولون أو حالات سرطان المبيض، أو غيرهما من الأورام السرطانية. ولكن لا يزال اللافت في الأمر هو المحاولات العلمية الجادة لتناول هذا الموضوع بالبحث.



* الالتهابات والمناعة والزنجبيل



* التأثير المباشر المعروف والثابت علميا للزنجبيل على جهاز مناعة الجسم هو أنه يُثير إنتاج الغدد العرقية لإحدى المواد الكيميائية التي تقاوم الميكروبات. وكان الباحثون الألمان قد لاحظوا أن الزنجبيل يزيد من إنتاج مادة «ديرميسيدين» dermicidin في العرق. وهي مادة تحمي من التصاق ونمو بكتيريا «إي كولاي» E. coli و«ستافلوكوككس» Staphylococcus aureus وفطريات «كانديدا» Candida على الجلد.



وفي المقابل، هناك مركبات كيميائية في الزنجبيل ذات تأثيرات قوية لخفض مستوى عمليات الالتهابات في العموم. وهذه الالتهابات منها ما هو حاد، أي يحصل خلال وقت قصير، مثل التهابات الجهاز التنفسي ونزلات البرد والزكام، ومنها ما هو التهابات مزمنة مثل تلك التي تصيب المفاصل والعضلات. ومن تلك المواد القوية المعروفة علميا، مواد «جينجيرول». وتعتقد بعض مصادر البحث الطبي في الولايات المتحدة أن هذه المواد هي السبب في تأثيرات تخفيف الألم والالتهابات التي يجنيها متناولو الزنجبيل المصابون بالتهابات روماتزمية في المفاصل، إضافة إلى تحسين مدى حركة المفاصل. وكانت دراسات طبية أجريت في الولايات المتحدة قد لاحظت بتفاؤل عال أن 75 في المائة من المصابين بالتهابات المفاصل المزمنة يشعرون بنوع من التحسن في الحركة والشعور بالألم بعيد تناولهم للزنجبيل. وفي المقابل لم تلحظ دراسات أخرى هذه النتائج المتفائلة.



ولا يزال هذا الجانب أيضا يحتاج إلى مزيد من الإثباتات العلمية لتبنيه.



استخدامات الزنجبيل في الطب الصيني والهندي والعربي القديم



* لتنشيط القدرات الجنسية وإزالة الإمساك



* الموطن الأصلي للزنجبيل هو مناطق جنوب شرقي آسيا. وتذكره الكتابات الطبية وغير الطبية القديمة في مناطق الصين والهند والشرق الأوسط. وانتشر متأخرا، ما بعد القرن السادس عشر، في أوروبا ومناطق واسعة بأميركا الجنوبية.



وضمن مراجعة المركز القومي الأميركي للطب الاختياري والتكميلي NCCAM، أو ما يُسمى لدى البعض مجازا بـ«الطب البديل»، يقول الباحثون بالمركز في نشرتهم العلمية عن الزنجبيل: «الزنجبيل هو نبات استوائي، واسمه العلمي Zingiber officinale . وللزنجبيل زهور ذات لون أخضر ممزوج بطبقة من اللون البنفسجي. وللنبات جذور تأخذ شكل الدرنات rhizome أو ريزومات. وتُستخدم درنات الجذور هذه لغايات تتعلق بالطهي، كما تُستخدم على نطاق واسع لغايات طبية علاجية. ولون لبّ جذور الزنجبيل يُمكن أن يكون أصفر أو أبيض أو أحمر، وله غلاف سميك أو رقيق، وبلون بني». والزنجبيل في الطب الآسيوي، بأنواعه الصيني والياباني والكوري والهندي وغيرهم، يُستخدم بالدرجة الأولى، منذ أكثر من 4000 عام، لمعالجة آلام المعدة وبقية أجزاء الجهاز الهضمي، وفي تخفيف الشعور بالغثيان والرغبة في القيء، وفي تهدئة حالات الإسهال، وكمادة للتخلّص من غازات البطن antiflatulent ، وكمادة مُليّنة مُسهلة للإخراج laxative، وتخفيف حموضة المعدة، وكمادة مسكنة ومهدئة للسعال antitussive. ويُضيفون أن كثيرا من مستحضرات علاج اضطرابات الجهاز الهضمي وإزالة الغثيان، التي تُباع في الولايات المتحدة اليوم، تحتوي بالفعل على مواد فاعلة مُضافة، هي بالأصل مُستخلصة بشكل مباشر من جذور الزنجبيل الطبيعية الطازجة.



وتضيف مصادر تاريخ «طب الأعشاب» herbal medicine أن الزنجبيل يُصنف كمادة «كارمنيتف» carminative. أي مادة تزيد من نشاط تخليص الأمعاء من الغازات. وأيضا كمادة «سبازمولايتك» spasmolytic في الأمعاء. أي مادة تُرخي وتُخفف الشد في عضلات جدران الأمعاء، وبالتالي تُخفف الشعور بالمغص.



وهناك سبب آخر لإضافة الزنجبيل في مناطق آسيا للمأكولات، حيث يعمل كمادة حافظة للأطعمة food preservative. وهو ما ثبت علميا، لأن الزنجبيل يقضي على بكتيريا سالمونيلا salmonella المسؤولة عن حالات الإسهال الناجمة عن تناول أطعمة ملوثة بالميكروبات. وفي الطب الصيني، يُعتبر الشاي المُعد بإضافة الزنجبيل، الذي يُشرب على معدة خالية، وسيلة علاجية فعّالة لعلاج الاحتقان والسعال المُصاحب لنزلات البرد. وكذلك يُعتبر البيض المقلي المُضاف إليه شرائح من جذور الزنجبيل الطازجة ginger eggs، علاجا منزليا للسعال.



وفي الطب الهندي القديم، يُصنع من الزنجبيل معجون لدهن الرأس للتخلص من الصداع. إلى ذلك، ولا تزال الهند تتربع على قمة الدول المنتجة للزنجبيل في العالم.



وفي الطب العربي التقليدي القديم، هناك إشارات عدة لمجموعة من الفوائد الصحية المتوقعة من بعد استخدام الزنجبيل. وتتلخص تلك الفوائد في تقوية القدرة على ممارسة العملية الجنسية، وتقوية قدرات الذاكرة والنظر، وعلاج الصداع ودوار البحر وبحة الصوت، وتنقية الحنجرة والقصبات الهوائية وعلاج السعال وطرد البلغم ولتدفئة الجسم في نزلات البرد، وتخفيف التوتر العصبي والأرق والقلق، وكمادة منعشة ومُفرحة، ولتهدئة الأمعاء وإزالة الإمساك، وغيرها من الفوائد المُقترحة.



* كيف تتناول الزنجبيل؟



* تشير مراجعة الباحثين الطبيين في شأن العلاج بالأعشاب إلى ضرورة عدم تقديم الزنجبيل للأطفال الأقل من عمر سنتين. ويمكن للأطفال الأكبر من عمر سنتين أن يتناولوا الزنجبيل لمعالجة الغثيان أو آلام البطن أو الصداع. والجرعة التي يتناولها طفل في وزن يتراوح ما بين 20 و25 كيلوغراما هي نحو ثلث الجرعة التي يمكن للبالغ، بوزن نحو 70 كيلوغراما، تناولها.



وعموما، يقول الباحثون في جامعة مايريلاند: إن على البالغ عدم تجاوز كمية 4 غرامات من الزنجبيل الطازج في اليوم الواحد، أي ما يعادل نحو غرام واحد من مسحوق الزنجبيل الجاف. ولذا فإن الحامل التي تُعاني الغثيان والقيء، يمكنها تناول أربع جرعات من بودرة الزنجبيل الجاف، كل جرعة تحتوي على ربع غرام. ولتخفيف آلام المفاصل لدى الشخص البالغ، يمكن الشاي الممزوج بالزنجبيل، ويمكن استخدام زيت الزنجبيل للدهن على منطقة المفصل المؤلم، وذلك ثلاث مرات في اليوم.



ولتخفيف أعراض نزلات البرد أو ألم الحلق أو الصداع أو تخفيف آلام الدورة الشهرية، يقترحون إضافة ملعقتين صغيرتين من مسحوق الزنجبيل الطازج إلى كوب من الماء الساخن أو الشاي. وتناول هذا الكوب ثلاث مرات في اليوم.



ويقول الباحثون إنه من النادر أن يتسبب تناول الزنجبيل في أي تفاعلات عكسية أو أعراض جانبية. إلاّ أنهم يُذكّرون بأن الإفراط في تناول الزنجبيل قد يتسبب لدى البعض بحرقة في أعلى المعدة أو بالإسهال أو بتهييج بطانة الفم. وينصحون الأشخاص الذين يتناولون أدوية مُسيلة للدم أو يتناولون الأسبرين، بالحذر من تناوله بكميات عالية أو بشكل يومي. والسبب أن الزنجبيل بذاته يعمل على زيادة سيولة الدم، ما قد يتسبب في النزيف لدى الشخص الذي يتناول تلك الأدوية بشكل يومي. ولكن المراجعة العلمية لا تشير إلى وجود أي إثباتات علمية أو حالات نزيف حصلت بسبب الزنجبيل لدى من يتناولون تلك النوعية من الأدوية. ولذا يظل الحذر والمراقبة الطبية لهؤلاء الأشخاص، من دون منعهم من تناول المأكولات أو المشروبات المحتوية على الزنجبيل.



وهناك تحذيرات للباحثين من جامعة ماريلاند ومن مايو كلينك حول احتمالات غير مُؤكدة علميا بتسبب تناول الزنجبيل بآلام في البطن لدى الأشخاص الذين لديهم حصوات في المرارة، وخاصة منهم من حصلت لديهم في السابق التهابات في المرارة جراء وجود الحصوات تلك.



ويذكر الباحثون من «الوكالة القومية الأميركية للطب التكميلي والاختياري» أن الآثار الجانبية، مثل حرقة المعدة وغيرها، تحصل في الغالب عند تناول مسحوق الزنجبيل الجاف، بخلاف الزنجبيل الطازج.

إغفاءة القيلولة.. أهميتها وفوائدها

إغفاءة النهار كانت على الدوام «الابنة المتبناة» لنوم الليل الصحي الجيد الذي يحبه كل الناس. وقد كانت محاطة بالشكوك، فإن حدث ولمحك صاحب العمل وأنت تغط في إغفاءة، فإنك واقع في مشكلة حقا.
وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن هذه الإغفاءة ترتبط بوجود اعتلال في الصحة، لكنها نوهت بأنها ليست سببا في هذا الاعتلال بل نتيجة له.
 كما أن التوصيات الخاصة بالنوم أدرجت الإغفاءة في أواخر قائمتها، أو أنها اعتبرتها عاملا مهددا للنوم أثناء الليل. وتخبر الأكاديمية الأميركية لطب النوم على موقعها الإلكتروني في الإنترنت الناس بأن عليهم «تجنب الوقوع في إغفاءة قدر الإمكان».



لكن، حديثا، أخذت الإغفاءة تنزع صورتها السيئة، وبدأ الباحثون يجدون فوائد لها. ويتيح بعض أرباب العمل الآن للعاملين التمتع بإغفاءة قصيرة، فيما يفترض بعض الباحثين أنه وبدلا من مكافحة الإغفاءة فإن علينا التفكير في إضافة إغفاءة القيلولة إلى نظام النوم لدى الأشخاص الأكبر سنا، خصوصا مع تدني جودة النوم الليلي بتقدم العمر.



* «نوبة نعاس الظهر»



* الإغفاءات، بمقدورها بالطبع، أن تكون بلسما لحالات النعاس التي تحصل أثناء النهار. وتحدث حالات النعاس لدى الإنسان نتيجة نطاق واسع من الأسباب. وهناك بالفعل ساعة بيولوجية توجد في مجموعة من الخلايا في الهايبوتلاموس، أو ما تحت السرير البصري (hypothalamus) في الدماغ. وتقوم هذه الخلايا بالإشراف على مختلف العمليات الفسلجية أثناء اليوم (درجة حرارة الجسم، ضغط الدم، إفرازات العصارات الهضمية)، وكذلك على النوم واليقظة. وكما يمكن توقعه، فإن نمط الإيقاع اليومي يتكون من: اليقظة أثناء النهار، يتبعها ازدياد النعاس تدريجيا أثناء المساء. إلا أن الشائع أيضا هو وجود «نوبة» أو «رابية» صغيرة من النعاس في فترة أواسط ما بعد وقت الظهر، مبرمجة ضمن هذا الإيقاع اليومي. ولذا فإن إغفاءة القيلولة هي واحدة من الوسائل التي تتيح اجتياز هذه «النوبة أو «الرابية».



عام 2008 نشرت المجلة الطبية البريطانية دراسة، قارن فيها الباحثون بين ثلاث حالات: زيادة ساعات النوم، أو التمتع بالقيلولة، أو تناول الكافيين، باعتبارها وسائل للتعامل مع «نوبة نعاس الظهر»، ثم تجاوزها. وظهر أن القيلولة كانت أكثر تلك الوسائل فاعلية.



وهناك عامل آخر يلعب دوره في حالات النعاس أثناء النهار هو عدد ساعات اليقظة. فبعد 16 ساعة متتالية من اليقظة من دون نوم، يشعر أكثرية الناس بالتعب. ومن الناحية المثالية فإن مثل هذا التوجه نحو النوم يتزامن مع التوجه المبرمج في نمط الإيقاع اليومي، ولذلك فإنهما يدعم بعضهما بعضا.



ولكن، إن كنت من العاملين في النوبات الليلية، أو كانت لديك مشاكل في النوم ليلا، فإن فترة 16 ساعة من اليقظة قد تبدأ - أو تنتهي - مبكرا، الأمر الذي يقود إلى النعاس أثناء الظهر أو بداية المساء. وهنا، فإن إغفاءة قصيرة لن تتيح لك تغيير أوقاتك بشكل تام، إلا أنها قد تستطيع أن تمنحك وقتا قبل أن يبدأ نعاسك بالظهور مجددا.



* القيلولة أثناء العمل



* منذ عام 2000، أو حواليه، أخذ باحثون في جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات في وضع عشرات التجارب التي أظهرت أن النوم يحسن التعلم، الذاكرة، والتفكير المبدع. وفي كثير من الحالات فإن هذا «النوم المثقف» للإنسان كان يأتي في شكل إغفاءة النهار أي «القيلولة». وعلى سبيل المثال فإن عددا من الدراسات أظهر أن الأشخاص الذين طلب منهم تذكر شيء ما - مثل قائمة من الكلمات - ثم تمتعوا بالقيلولة، كانوا يتذكرون أكثر مما كانوا سيتذكرون لو أنهم لم يتمتعوا بالقيلولة. بل وحتى «الإغفاءة السريعة» (إغفاءة القط) لمدة 6 دقائق (من دون حساب الدقائق الـ5 الأولى قبل الوقوع في الإغفاءة) أظهرت فروقا واضحة في كيفية احتفاظ الناس بمعلوماتهم. ويقول روبرت سيكغولد، الباحث في النوم في جامعة هارفارد، إن القيلولة تجعل الناس أكثر كفاءة في حل المسائل. وأظهر فريق البحث الذي يقوده أن إغفاءة القيلولة يبدو أنها تساعد الناس على فصل المعلومات المهمة عن التفاصيل الإضافية. وإن شملت الاغفاءة مرحلة REM (طور حركة العين السريعة للنوم rapid eye movement sleep) - التي تحدث فيها الأحلام - فإن الناس سيصبحون أفضل مقدرة على الربط بين كلمات لا تمت بصلة إلى بعضها.



ويقول سيكغولد إن أبحاثه إضافة إلى الأبحاث الأخرى تلح على أرباب العمل بضرورة تمكين العاملين من التمتع بإغفاءة النهار، خصوصا في قطاعات الاقتصاد التي أصبحت تعتمد على الأسس المعلوماتية. وقد خصصت بعض الشركات فعلا غرفا للقيلولة، فيما خصصت شركة «غوغل» (مواقع للقيلولة) لا يصلها الضوء والصوت.



كما أن هناك إمكانات لبرامج «القيلولة الاستراتيجية» خصوصا للعاملين في نوبات العمل الليلية. وأظهرت نتائج دراسة نيوزيلندية نشرت عام 2009 أن مراقبي حركة النقل الجوي العاملين في النوبات الليلية كانوا أفضل في اختبارات الانتباه وحسن الأداء بعدما تمتعوا بإغفاءة تم التخطيط لها استمرت 40 دقيقة. ويعمل باحثون في قسم طب النوم بجامعة هارفارد معا مع هيئة مكافحة الحرائق لتحسين السياسات الخاصة بالنوم. وتتمثل إحدى توصياتهم بأن يتمتع رجال مكافحة الحرائق العاملون في نوبات ليلية، بإغفاءة في فترة متأخرة بعد الظهر قبل البدء في نوبة عملهم.



* الإغفاءة واعتلال الصحة



* إن النعاس أثناء النهار، والإغفاءة التي تخفف منه، قد يكونان من علامات اعتلال الصحة. فالنعاس أثناء النهار، مثلا، هو أحد أعراض مرض باركنسون (الشلل الرعاش). وفي الدراسات التي أجريت على الرجال الكبار في السن، ترابطت إغفاءة النهار المنتظمة مع حالات السكري، الكآبة، والآلام المزمنة، بافتراض أن هذه العلل تؤدي إلى التأثير على النوم الليلي.



وبالفعل، فإن من المعقول أن تكون إغفاءة النهار وسيلة للتعويض عن الحرمان من النوم ليلا، بغض النظر عن العمر أو الأسباب المؤدية إليه. ولذلك فإن مشاكل النوم، النعاس أثناء النهار، الإجهاد، والحاجة الملحة للقيلولة، كلها مسائل تقتضي التشاور بشأنها مع الطبيب.



وفيما قد يكون النوم الليلي السيئ سببا لنوم القيلولة، فإنه من غير الواضح في ما إذا كان العكس صحيحا: أي هل أن القيلولة تقود إلى نوم ليلي سيئ؟ لقد كان هذا معتقدا سائدا في الماضي، إلا أن دراستين لم تعثرا على ارتباط بين القيلولة والشكوى من النوم. وفي الحقيقة فإن عددا من الدراسات أظهر أن القيلولة، والقدرة على الإغفاء نهارا، أكثر شيوعا لدى البالغين الأكبر سنا الذين ينامون جيدا، أكثر من نظرائهم الذين يعانون من مشاكل في النوم. كما قدمت افتراضات بأن القيلولة قد تكون عملية تكيف مناسبة للأشخاص الأكبر سنا الذين ينامون، كقاعدة، ساعة أقل في الليل ويستيقظون مبكرا، مقارنة بالشباب الأصغر سنا.



* إغفاءة قصيرة في النهار.. نصائح وإرشادات



* القيلولة في النهار لمدة 20 إلى 30 دقيقة قد تعتبر فترة مثالية. بل إن إغفاءة تستمر دقائق معدودات فقط، تقدم الفائدة. أما الإغفاءات لفترات أطول فقد تؤدي إلى «خمول ما بعد النوم» الذي يصعب التخلص منه.



* خصص لنفسك مكانا مظلما، هادئا وباردا. فتقليل الضوء والصوت والبرودة يساعد الكثير من الناس على الإغفاء.



* خطط للقيلولة. لا تنتظر حتى وقت حلول القيلولة، بل خطط لوقتها ومكانها، خصوصا إن كنت تقود سيارتك.



* وقّت مواعيد تناول الكافيين. الكافيين يحتاج إلى وقت قبل أن يحدث تأثيره. وقد أشارت دراسة يابانية نشرت قبل عدة سنوات إلى أن تناول السوائل الغنية بالكافيين ثم الخلود إلى إغفاءة بعد ذلك فورا، هو أفضل توليفة لاكتساب الراحة، لأن النوم يبدأ قبل أن يبدأ مفعول الكافيين! ونحن مترددون هنا في قبول هذه المنطلقات - لأن مجرد ذكر الكافيين يرتبط لدينا فورا بطعم القهوة ورائحتها، الأمر الذي يشعرنا بالصحوة. والمهم هو توقيت تناول الكافيين لكي لا يتضارب مع القيلولة.



* لا تشعر بالذنب. فالقيلولة في وقتها المناسب تزيد من قدرات إنتاجك في العمل أو المنزل.

البقدونس..اهتمام طبي بفوائده وكيفية تناوله

إن كنت تريد فيتامين «سي» كي تقاوم نزلات البرد وتحمي شرايين قلبك ودماغك، عليك بتناول صحن من «التبولة» الغنية بأوراق البقدونس. ذلك أن كمية فيتامين «سي» في البقدونس تعادل ثلاثة أضعاف ما في البرتقال.
وان كنت تريد حديدا كي ترفع الهيموغلوبين في دمك وتزيد من دفق الأوكسجين إلى عضلاتك ودماغك، عليك بالبقدونس. ذلك أن كمية الحديد في البقدونس تعادل تلك التي في السبانخ.

ومع تساوي كمية الحديد في كليهما، فإن ما يميز البقدونس هو المحتوى العالي لفيتامين «سي». ومما تشير إليه المصادر الطبية كعامل يرفع من قدرة الأمعاء على امتصاص الحديد هو توفر فيتامين «سي» معه. ولذا ينصح طبيا بتناول حبوب فيتامين «سي» مع تناول حبوب الحديد عند معالجة حالات فقر الدم، أو ما يُعرف بالأنيميا. والبقدونس أفضل من السبانخ، لأن كمية فيتامين «سي» في كل 100 غرام من البقدونس هي 133 ملغراما (ملغم)، بينما كمية فيتامين «سي» في نفس الوزن من السبانخ هي 28 ملغم فقط.



* تميز صحي للبقدونس



* ولكن لا يقف تميز أوراق وسيقان البقدونس عند هذا الحد، بل هناك فوائد صحية عالية. ويحاول الباحثون الطبيون معرفة هذه الفوائد الصحية، لجلاء حقائق التأثيرات الصحية الإيجابية لمكونات غذاء الآباء والأجداد، وبخاصة حرص السابقين على تناول «الطيبات» من أصناف المنتجات الغذائية الطبيعية. ووفق ما هو متوفر من معلومات علمية حول الدراسات التي تمت على البقدونس، لا يجب أن يغيب البقدونس عن مكونات الطعام اليومي لمن أراد الصحة من غذائه. ويلاحظ علميا أن الفوائد الصحية للبقدونس نابعة من العناصر التالية:



أولا: التركيبة الفريدة، في احتوائها على العناصر الغذائية والمجموعات التقليدية من المعادن والفيتامينات، التي تعطي البقدونس فوائد صحية سريعة عبر إمداده الجسم بحاجته اليومية من تلك العناصر الغذائية، وكذلك في تسهيل عمل أعضاء الجسم بكفاءة، ووقايتها من الأمراض.



ثانيا: نوعية الزيوت الطيارة التي تحتوي عليها أوراق وسيقان البقدونس، والدراسات الطبية التي حاولت معرفة تأثيراتها الطبية.



ثالثا: نوعية المركبات الكيميائية للمواد المضادة للأكسدة، بكل ما هو معلوم طبيا حول فوائدها الصحية والطبية.



رابعا: تأثيرات مركبات البقدونس الكيميائية على وظائف الكلى، ومساهمتها في إدرار البول، وربما أيضا في تخليص الجسم من السموم.



خامسا: الدراسات الواعدة حول تأثيرات البقدونس على شرايين القلب.



* قيمة غذائية عالية



* ودعونا نراجع ما تقوله نشرات وزارة الزراعة في الولايات المتحدة عن كمية ونوعية العناصر الغذائية التي تحتوي عليها أوراق البقدونس، إذ إن كمية 100 غرام من البقدونس الطازج تحتوي على 36 سعرة حرارية (كالورى)، وعلى 6.3 غرام من الكربوهيدرات، منها نحو غرام واحد من السكريات الحلوة الطعم، ونحو 3.5 غرام من الألياف النباتية. وبها أيضا 3 غرامات من البروتينات، ونحو 1 غرام من الدهون النباتية.



وبالنسبة إلى المعادن والفيتامينات، تحتوي تلك الكمية على فيتامين «كيه» (K) بمقدار 1650 وحدة دولية، أي ما يعطي الجسم حاجته اليومية منه بنسبة 1600 في المائة، وعلى كمية 130 ملغم من فيتامين «سي» (C)، أي ما يعطي الجسم حاجته اليومية بنسبة 230 في المائة. وعلى كمية 150 ميكروغراما (مكغم) من فيتامين «الفوليت» (Folate)، أو «بي - 9» (B - 9)، أي إعطاء الجسم حاجته اليومية منه بنسبة 40 في المائة. وعلى كمية 6.2 ملغم من الحديد، أي 50 في المائة من الحاجة اليومية إليه.



كما يحتوي على كميات 140 ملغم من الكالسيوم، و560 ملغم من البوتاسيوم، و1.2 ملمغ من الزنك، 50 ملغم من المغنسيوم، أي إمداد الجسم من كل واحد من هذه المعادن الأربعة بنحو 15 في المائة من نسبة الحاجة اليومية إلى أي منها.



ثم إنه يحتوي على كميات نحو 640 وحدة دولية من فيتامين «إيه» (A)، و0.2 ملغم من فيتامين «بي - 2» (B - 2). أي نسبة 13 في المائة من الحاجة اليومية إلى أي واحد منهما، وعلى 1.3 ملغم من فيتامين «نياسين»، أو «بي - 3» (B - 3)، و0.4 ملغم من فيتامين «بانتوثينك» (Pantothenic acid)، أو «بي - 5» (B - 5)، و0.1 ملغم من فيتامين «بي - 6» (B - 6)، و0.1 ملغم من فيتامين «ثيامين»، أو «بي - 1» (B - 1). أي إمداد الجسم بنحو 10 في المائة من الحاجة اليومية إلى أي من هذه الفيتامينات الأربعة.



إذن، نحن نتحدث عن منتج نباتي ذي قيمة غذائية عالية في محتواه الممتاز أو الجيد من عناصر غذائية هامة ومفيدة للجسم. ويمكن ببساطة تناول هذه الكمية القليلة من البقدونس، وفي دقائق معدودة، عبر إحدى الإضافات لمكونات طبق السلطة أو التبولة.



* زيوت البقدونس والسرطان



* تحتوي أوراق وسيقان البقدونس على مركبات من الزيوت الطيارة (Volatile oil components). ومما توصل الباحثون إلى معرفته مركبات مايريستيسين (myristicin)، ومركبات «ليمونين» (limonene)، ومركبات «إيوجينول» (eugenol)، ومركبات «ألفا - ثيجين» (alpha - thujene). ومما توصلت إليه الأبحاث أن لهذه الزيوت الطيارة تأثيرات إيجابية في خفض احتمالات نمو الأورام السرطانية، وذلك على حيوانات التجارب المختبرات، وبخاصة أورام الرئة. ومما أشارت إليه تلك الأبحاث، عمل مركبات «مايريستيسين» على تعطيل مركبات كيميائية مسرطنة، تُدعى «بينزوبايرين» (benzopyrenes). وهي مركبات موجودة في دخان السجائر ودخان حرق الفحم والحطب وغيرها. ولذا تصنف بأنها مادة طبيعية تعمل كـ«واقٍ كيميائي غذائي» (chemoprotective food).



والحقيقة أن البحث العلمي في التأثيرات الصحية لمركبات مايريستيسين بدأ عند دراسة تفاعلها مع إنزيم «غلوتاثيون - إس - ترانسفيريز» (glutathione - S - transferase). وبتعطيلها لمفعول هذه المادة، فإنها تخلص الجسم من أضرارها على أنسجة أعضاء شتى فيه.



وتُعتبر كمية مركبات «مايريستيسين» في البقدونس أقل بكثير جدا مما هو موجود منها في جوزة الطيب (nutmeg)، ولذا فإن تناول البقدونس لا يتسبب في الآثار السلبية لتناول جوزة الطيب.



ومعلوم أن تناول كميات كبيرة من جوزة الطيب، أي نحو 20 غراما، يؤدي إلى حصول الهلوسة والنشوة وزغللة العينين وزيادة نبضات القلب والتوتر والإمساك وإعاقة التبول، وذلك بسبب الكميات العالية من مادة «مايريستيسين» فيها.



* مضادات الأكسدة



* وتُعتبر أوراق البقدونس أحد المنتجات النباتية العالية المحتوى بالمواد المضادة للأكسدة. ومركبات المواد المضادة للأكسدة فيها تشمل فيتامين «سي» (C)، وفيتامين «إيه» (A)، وفيتامين «الفوليت»، ومركبات «مايريستيسين» من الزيوت الطيارة، ومركبات ليوتيولين (luteolin).



ومجموعة هذه المركبات تعطي فاعلية لخفض نسبة تراكم المواد الضارة التي تحتوي على الجذور الحرة في الجسم. ومعلوم أن تراكم الجذور الحرة في الجسم هو أمر يتسبب بعدة تأثيرات سلبية في زيادة نشاط عمليات التهابات المفاصل والرئة والشرايين وغيرها. وأيضا في زيادة ترسب الكولسترول داخل جدران الشرايين. وكذلك في زيادة تأثر الجلد وغيره وظهور الإصابات السرطانية وعلامات الشيخوخة بفعل التعرض للعوامل الفيزيائية في أشعة الشمس، وللعوامل الكيميائية للمواد المسرطنة. ولهذا، تحتاج أجسامنا إلى توفر مضادات الأكسدة الغذائية لتخفيف تلك العمليات السلبية التي تحدها الجذور الحرة.



وأثبتت الدراسات الطبية الجدوى الصحية لتناول المواد المضادة للأكسدة حينما يكون مصدرها الغذاء الطبيعي، ولكنها لم تستطع الجزم بجدوى تناول الحبوب الدوائية المحتوية على تلك المواد حينما يتم إنتاجها بطريقة صناعية، وبخاصة في التأثيرات الإيجابية لفيتامين «سي» (C) على صحة الرئة ووقايتها من السرطان بسبب المواد المسرطنة في دخان التبغ. وأيضا في التأثيرات الإيجابية لفيتامين «الفوليت» في الوقاية من سرطان القولون وعنق الرحم. ومعلوم أن فيتامين «الفوليت» ضروري لحصول الانقسامات خلال عمليات توالد الخلايا (cell division)، ولذا هو مهم في منع الإصابات بأورام القولون وعنق الرحم اللذين يتميزان بسرعة انقسام الخلايا.



* شرايين القلب والبقدونس



* يحتاج القلب إلى أغذية صحية تعطيه النشاط وتحميه من الأمراض. وعناصر مثل البوتاسيوم والمغنسيوم والكالسيوم، هي ما تحفظ لعضلة القلب التوازن في قوة الانقباض والاسترخاء. كما تحفظ لها انتظام سريان الكهرباء وصدور النبضات بإيقاع منتظم.



وفيتامين «الفوليت»، وبقية مجموعة فيتامينات «بي» (B)، تسهم في تخليص الجسم من المركبات الكيميائية للـ«هوموسيستين» (Homocysteine)، وتحويله إلى مركبات خاملة وغير مؤذية. ومعلوم أن مواد «هوموسيستين» تتسبب في تلف وضرر في شرايين القلب عبر زيادة وتيرة حصول عمليات تصلب الشرايين العصيدي «atherosclerosis»، وبخاصة عند مَن لديهم ارتفاع في الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري. ولذا يُنظر طبيا إلى ارتفاع نسبة «هوموسيستين» كإحدى علامات ارتفاع احتمالات خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب.



كما يحتاج القلب إلى فيتامين «سي» الطبيعي، كمادة مضادة للأكسدة، لتخفيف تراكم الكولسترول في الشرايين التاجية. ومعلوم أن ثمة عدة عوامل ترفع من احتمالات ترسب الكولسترول في داخل جدران الشرايين، ومع مرور الوقت وزيادة هذا التراكم تنشأ التضيقات داخل مجرى الشرايين التاجية. وبالتالي ترتفع احتمالات حصول الجلطات القلبية أو نوبات ألم الذبحة الصدرية. وإحدى الخطوات الهامة في «ترسيخ» ترسب الكولسترول داخل جدران الشرايين هي أكسدة الكولسترول بفعل مواد «الجذور الحرة». ولذا فإن تخليص الجسم، وشرايين القلب بالذات، من هذه الجذور الحرة، وسيلة لمنع «ترسيخ» ترسب الكولسترول في الشرايين.



وتناول أحدنا للبقدونس يؤمّن له غالبية هذه المواد الغذائية المفيدة للقلب، لا سيما أن البقدونس يوفرها لنا دون إثقال لكاهل الجسم بكميات عالية من طاقة السعرات الحرارية. ذلك أن كل 100 غرام من البقدونس تحتوي فقط على 36 كالورى، أي ما يعادل أقل من نصف تفاحة أو من ربع شريحة خبز «توست».