سم الأفاعي لتخفيف الآلام وعلاج أمراض القلب

يعمل سافيو ستيفانيني مروضا للأفاعي في معهد بوتانان وهو مركز بحوث تموله الحكومة البرازيلية للعناية بـ 72 ألف ثعبان وأفعى ضمن المجمع الخاص بها.
وعمل ستيفانيني هو إخراج السموم من أنيابها ثم وضعها في صناديقها الزجاجية. ثم يوصل السم إلى علماء المعهد العاملين الذين يستخدمونه لتطوير أدوية وجرعات مضادة للسموم منه.



وقال «جميع الحيات التي أعمل معها سامة. لكنني أحب جميع أنواعها، لا السامة فقط».



ولا يبدو ستيفانيني محبا للإثارة بحد ذاتها لكنه منجذب أكثر لاكتشاف الذات. وإذا كنت تواجه كل يوم أكثر المخلوقات فتكا فإن قدرا من الوضوح سيصدمك بدون تحذير.



وذات يوم مسك ستيفانيني عصا واقترب من مجموعة أفاع موضوعة في صناديق زجاجية. واستخدم العصا لفتح الزجاجة. ثم ومع كلاّب معدني أخرج حية طولها ستة أقدام من نوع جاراركا من صندوقها. ومع التغذية الجيدة التي تحظى بها تلك الأفعى بفضل الفئران، وازنت جسمها عند نهاية الكلاّب.



ويقول ستيفانيني، 40 سنة، «الأفاعي كائنات مدهشة. هي لا تمتلك سيقان. وأقرب إلى أن تكون عمياء، لكنها مع ذلك قادرة على مسك فريستها التي يمكن أن يبلغ وزنها خمسة أضعاف تلك الأفعى. إنه لأمر يدعو إلى الدهشة بالنسبة لي».



على الأرض كان هناك سطل بلاستيكي عليه غطاء مزود بمسمار لولبي. ومع بقاء ستيفانيني ماسكا الأفعى بحافة الكلاّب وضعها داخل السطل. حيث لفها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يساعد على تخديرها.



قام ستيفانيني بشد المسمار اللولبي للغطاء بانتظار بدء ثاني أكسيد الكربون بتأثيره. وبعد دقائق رفع الأفعى بطرف كلاّبه. ارتعشت ثم ببطء بدأت تتحرك. قال ستيفانيني «تحتاج إلى قليل من الوقت الإضافي».



ويقوم المعهد بهذا النشاط منذ أكثر من 100 عام. وبدأ عمله ضمن مساعي الحكومة البرازيلية لمكافحة الطاعون وإنتاج المضادات للسم لحماية سكان الأرياف والغابات من لدغات الأفاعي. لكن مع تحول أكثر من 85% من سكان البرازيل صوب المدن قام المعهد بتوسيع نشاطاته ليشمل مجموعة أوسع من المشاريع الطبية بما فيها إنتاج اللقاحات.



لكن الكثير من الناس حينما يفكرون بمعهد بوتانان يفكرون بالأفاعي. والكثير من البرازيليين يتبرعون بالأفاعي التي يجدونها في مساكنهم للمعهد. وعلى الرغم من وجود دار حضانة للأفاعي داخل المجمع الخاص بالمعهد حيث يتم جمع كل أنواع الأفاعي مثل الأفاعي ذات الأجراس والأفاعي المرجانية وأنواع من أفاعي الجاراراكا وغيرها. وتساعد سموم هذه الأفاعي الباحثين على تطوير وصفات لإنتاج مواد مصنعة تستخدمها شركات الأدوية الكبيرة واستخدامها في معالجة أمراض القلب والتخفيف من الآلام.



وتقتضي العملية وقتا طويلا، وأول خطوة هي ما يقوم بها ستيفانيني، وكل الخطوات تتطلب صبرا كبيرا. ومع وجود أفعى الجاراراكا في السطل مخدرة بثاني أكسيد الكربون ظل ستيفانيني ينتظر لثلاث دقائق قبل أن يفتح الغطاء. ثم قام بسحب الأفعى بكلاّبه وفي هذه المرة اهتز جسمها قليلا بدون أن يتحرك الرأس.

نسعى دوما جاهدين للتحسن والتقدم وليس ما تراه هو حدودنا! ونحن نقدر كثيرا زوارنا وآراؤهم فإن كان لديك أي اقتراح/نصيحة/ومضة مفيدة/نقد بناء أو ما إلى ذلك يمكنك مشاركتنا كل ما في ذهنك من خلال تعليق أو الإتصال بنا

Share this

0 Comment