الخلايــا الجذعيّـة؛ جدل وآفاق واسعة لعلاج الأمراض المستعصية

يعتبر الباحثون أن الخلايا الجذعيّة الأمل الواعد للمرضى في المستقبل، فتشير الأبحاث والتجارب إلى إمكانية استخدامها في شفاء العديد من الأمراض التي لا يمكن شفاؤها بالعلاجات التقليدية؛ كالسكري، والسرطان، ومرض باركنسون، وغيرها.

ما هي الخلايا الجذعية؟

هي الخلايـا التي تخلق منها كل الخلايـا المتخصصة التي تؤدي تخصصاً معيناً، حيث تنقسـم الخلية سـواء في الظروف الطبيعية في الجسـم، او في المختبر لتشكل خلايـا أخرى هي الخلايـا الابنة،
 وهذه الخلايـا إما أن تصبح خلايا جذعيّة جديدة (تجديد ذاتي)، او تصبح خلية متخصصة ذات فاعلية محددة مثل : خلايا الدم، وخلايا الدماغ، والعظام، والعضلات، والقلب، وهي فريدة في هذه الصفة حيث لا تستطيع أي من خلايا الجسم أن تتجدد ذاتياً او تتخصص.

أنواع الخلايا الجذعية

1- الخلايا الجذعية الجنينية: وتوجد في الأجنة بعمر 4-5 أيام، وفي هذه المرحلة يسمى الجنين (بلاستوسيت)، ويتكون من 50-150 خلية وافرة القدرات، وهي خلايا جذعيّة سوف تنقسم إلى مزيد من الخلايا الجذعية، او تتمايز لتصبح أي نوع من خلايا الجسم، والخلايا الجذعية الجنينية هي أكثر أنواع الخلايا الجذ1عية ولائمة لإعادة تكوين او إصلاح النسيج المريض، او العضو البشري.

2 – الخلايا الجذعية البالغة: وهذه توجد بأعداد قليلة في أنسجة البالغين مثل نخاع العظم، كما توجد في الأطفال، والمشيمة، والحبل السري.، ويعتقد بان هذه الخلايا يمكن أن تنتج أنواعا مشابهة من الخلايا، مثلا الخلايا الموجودة في نخاع العظم يمكن أن تعطي فقط خلايا الدم، لكن هناك نظرية جديدة تقترح أن الخلايا الجذعية البالغة يمكن أن تنتج أنواعا مختلفة من الخلايا، بمعنى أن الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم يمكن أن تنتج خلايا العضلات مثلا، إلا أن هذه الأبحاث لا زالت في مراحلها المبكرة.

كيفية الحصول على الخلايا الجذعيّة

1- الخلايا الجذعيّة الجنينية: تعزل مباشرة من الخلايا الداخلية للأجنة البشرية في مرحلة البلاستوسايت، ثم يتم تنميتها في مزارع خلوية، وإنتاج خطوط خلوية من الخلايا الجذعية الجنينية، لتتحول بعض هذه الخلايا إلى مختلف أنواع من الأنسجة.

2- الخلايا الجرثومية الجنينية::(embryonic germ cells) وتعزل هذه الخلايا من الأنسجة الجنينية التي تم الحصول عليها من الأجنة المجهضة، تؤخذ الخلايا من المنطقة التي تكوّن الخصى والمبايض في الجنين لاحقاً،

3- طريقة الاستنسـاخ العلاجي: طريقة تعتمد على نقل نوى الخلايا الجسـدية(somatic cell nuclear transfer) ، حيث يقوم العلماء بأخذ بويضة حيوان طبيعية وتزال النواة منها، وبعد ذلك وتحت ظروف مخبريّة معيّنة، تؤخذ نواة من خلية جسدية (غير البويضة والحيوان المنوي)، وتدمج مع البويضة (منزوعة النواة)، فتكون خلية جديدة تتميز بأنها ذات قدرة كاملة على تكوين كائن حي كامل، وتسمى خلايا كاملة الفعاليّة (totipotent). ثم تنمو هذه الخلايا إلى طور البلاستوسايت (blastocyte)، وخلايا الكتلة الداخلية يمكن أن تكون مصدرا للخطوط الخلوية. (طبعا هذه التقنيّة هي تقنية الاستنساخ نفسها)، إلا أن الهدف من هذه الطريقة ليس إنتاج كائن حي كامل، وإنما الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية لاستخدامها في العلاج. وتمتاز هذه الطريقة بأن الخلايا الجذعية الناتجة متطابقة جنينيا مع الفرد الذي أخذت منه النواة وزرعت في البويضة مما يحل مشكلة رفض الأنسجة من قبل الجهاز المناعي، كما تعتبر البويضة المخصبة من الخلايا الجذعية الأكثر بدائية والأكثر قدرة، إذ أن لديها القدرة على تكوين أي نوع من الأنسجة داخل الجسم.

4- استخلصت الخلايا الجذعية البالغة من المشيمة.

5- استخلصت الخلايا الجذعية من خلايا أنسجة البالغين كنخاع العظم والخلايا الدهنية.

تطبيقات واستخدامات الخلايا الجذعية

1- استخدام الخلايا الجذعيّة فيما يعرف بالعلاج الخلوي (cell therapy)، حيث أن هناك العديد من الأمراض والاعتلالات التي يكون سببها الرئيسي هو تعطل الوظائف الخلوية، أو تحطم أنسجة الجسم. ويوفر هذا علاجاً لعدد كبير من الأمراض المستعصية، مثل الزهايمر، ومرض باركنسون، وإصابات الحبل الشوكي، وأمراض القلب، والسكري، والتهاب المفاصل، والحروق.

2- المقدرة على معرفة وتحديد الأسباب التي تتسبب عادة في أمراض مميتة مثل السرطان والعيوب الخلقية والطفرات التي تحدث نتيجة لانقسام الخلايا وتخصصها غير الطبيعيين.

2- سوف تساعد أبحاث الخلايا الجذعية البشرية في إيجاد وتطوير العقاقير الطبية، ومعرفة مدى تأثيرها، والآثار الجانبية التي تنتج عن استعمالها على البشر.

4- سيكون هناك مردوداً اقتصادياً كبيراً حين تنضج هذه الأبحاث، حيث ستصبح أمراض العته الدماغي، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب، والسرطان، والسكري، والإصابات الناتجة عن الحوادث، والأمراض المزمنة الأخرى، أمراضاً يمكن علاجها بالخلايا بدلاً من العقاقير، والعمليات الجراحية المعقدة، فالتوفير في تكاليف العلاج، وتقليل إضاعة العاملين لأوقات العمل بسبب التغيب لأسباب مرضية.

5- فهم الأحداث المعقدة التي تتخلل عملية تكوّن الإنسان، وهذا يفتح آفاقاً لا حصر لها.

6- التغلب على رفض جهاز المناعة للأعضاء في حالات زراعتها، ناهيك عن الآمال المرجوة بالقدرة على تعويض الأعضاء والأنسجة باستخدام الخلايا الجذعيّة.

الجدل حول استعمال الخلايا الجذعية في العلاج

يتم الحصول على هذه الخلايا في المراحل المبكرة من تكوين الجنين، حيث تتكون مجموعة من الخلايا عند تلقيح البويضة بالحيوان المنوي، واستخلاص الخلايا الجذعية من الجنين في هذه المرحلة يدمره، وهذا يعتبر كقتل نفس بشرية أخلاقياً ودينياً، أما الحديث عن استنساخ كائن بشري باستخدام الخلايا الجذعيّة فيثير جدلا لا ينتهي فتقنية استخلاص الخلايا الجذعية هي نفسها تقنية الاستنساخ .

نسعى دوما جاهدين للتحسن والتقدم وليس ما تراه هو حدودنا! ونحن نقدر كثيرا زوارنا وآراؤهم فإن كان لديك أي اقتراح/نصيحة/ومضة مفيدة/نقد بناء أو ما إلى ذلك يمكنك مشاركتنا كل ما في ذهنك من خلال تعليق أو الإتصال بنا

Share this

0 Comment